إيهود باراك برأي خالد الزرقاني صفوي وعميل فارسي!
زاوية الكتابكتب إبريل 3, 2012, 12:58 ص 1299 مشاهدات 0
السياسة
إيهود باراك صفوي وعميل فارسي
خالد الزرقاني
رغم ان الحديث سيكون عن إيهود باراك حصراً غير أن الموضوع هنا يختزل كل القيادات الإسرائيلية منذ 1947 وحتى يومنا هذا, وسيرسم صورة واضحة عن موقفهم الحقيقي من الإيرانيين.
الصهيونية على ما يبدو هي إحدى المذاهب الصفوية, كما أن التاريخ أظهر لنا علىاإختلاف عصوره, أن قادتها ليسوا سوى عملاء لكسرى وطهران, فالقادة الإسرائيليون مثلاً لا يعتبرون مدينتي المحمرة وعبادان جزءًا من ممتلكاتهم, ولا حتى مدينة السوس, رغم أنها تحتضن قبر أحد أبناء السبي البابلي وهو نبي الله دانيال (عليه السلام) ذلك أن 'إسرائيل الكبرى' كما هو معلن ستتوقف عند محافظة البصرة العراقية, ولن تمتد أبعد من ذلك. بكلمة أخرى, إسرائيل ليس لديها اطماع في الأحواز مادامت المنطقة محتلة ومنسلخة عن الجسد العربي, وخصوصاً إن كان المحتل فارسياً , فهو صديق قديم من عهد قوروش الأخميني.
لإيهود باراك, منذ كان رئيساً للوزراء (1999 -2001) وحتى أصبح وزيرا لجيش الدفاع الإسرائيلي, مواقف غريبة وقريبة من طهران تدعو الى التساؤل عن حقيقة العلاقات بين الإيرانيين والإسرائيليين وهو ما دفعني للبحث فيها وكشف بعض تلك التناقضات من خلال التسلسل الزمني. فهو كثيراً ما يطلق التهديدات لإيران ويحذر من خطرها على وجود إسرائيل, لكنه دائماً يتراجع بتصريحات ومواقف تكشف الوجه الحقيقي للعلاقات الإيرانية - الإسرائيلية.
ففي 26 مايو 2006 قال شلومو بن عامي (كان وزيراً للأمن الداخلي, وزير خارجية في عهد حكومة باراك) لتريتا بارزي (صاحب كتاب حلف المصالح المشتركة) بأنه لا يذكر اجتماعاً وزارياً واحداً - من اجتماعات الوزارة المصغرة التي يُطلق عليها اسم وزارة السياسة الخارجية والدفاع - كانت فيها إيران على جدول الأعمال. (كتاب المصالح المشتركة صفحة 300).
كان الحميم مع الإيرانيين في أوجه في عهد حكومة باراك حتى ان »هآرتس« الإسرائيلية نشرت في 20 يونيو 1999 خبر عن ان إيران تقدمت للحكومة الإسرائيلية عبر الحكومة البريطانية بطلب تفاوض على معاهدة تتعلق بالصواريخ. وأشار تقرير الصحيفة الإسرائيلية ان الإيرانيين أكدوا للإسرائيليين أن بناءهم لترسانتهم العسكرية ليس موجهاً ضد إسرائيل, وإنما ضد البلدان الأخرى التي تشكل خطراً إقليمياً عليهم.
في 27 أكتوبر 2004 قال يوسي ألفير, وهو ضابط سابق في »الموساد«, مستشار رفيع لدى رئيس الوزراء إيهود باراك حينها , لتريتا بارزي(بارسي) »قد يتحدث الإيرانيون عنا (أي عن الإسرائيليين) ولكننا لسنا همهم الستراتيجي الأول ولا حتى الثاني, كما اننا لسنا سبباً يدفعهم إلى تطوير أسلحة نووية«.
في 26 يناير 2008 قال باراك لصحيفة »واشنطن بوست« ومجلة »نيوزويك« ان إيران 'قطعت أشواطاً في إعداد أسلحة نووية وقد تكون تعمل على صنع رؤوس نووية« وأضاف أن 'توقعاتنا تفيد بوضوح أن الإيرانيين يبحثون عن امتلاك القوة النووية, وأنهم حققوا تقدماً أكثر من مستوى مشروع منهاتن. (يقصد بذلك المشروع الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية) الذي مكن الولايات المتحدة من امتلاك السلاح النووي«.
لكنه في 17 سبتمبر 2009 وبشكل مفاجىء تراجع عن توقعاته تلك, وقال في مقابلة مع صحيفة »يديعوت أحرنوت« ان إيران لا تشكل تهديداً لوجود اسرائيل« في رده على سؤال حول البرنامج النووي الفارسي. ثم تبنى إيهود باراك موقفاً أكثر صراحة ليصرح في 26 فبراير 2010 لوكالة »سوشيتد برس« ان »من غير المحتمل أن تضرب إسرائيل إيران حتى إن حصلت الأخيرة على سلاح نووي, وإن الإيرانيين يفهمون الواقع ولديهم عملية اتخاذ قرار متطورة«!
ماذا قصد باراك بتلك التصريحات أكثر من أن امتلاك إيران للسلاح النووي لن يكون موجهاً لإسرائيل بل إلى غيرها (العرب) وقوله ان »الإيرانيين يفهمون الواقع« لا يشير إلا إلى حقيقة واحدة هي عمالة ايرانية كبرى لإسرائيل وفهمهم لمكانتها في العالم الغربي. وإن عملية اتخاذ القرار الإيرانية التي وصفها باراك بأنها (متطورة) تبين مدى الإعجاب الإسرائيلي وعلى أعلى المستويات بنهج وسياسة الكيان الفارسي.
ثم في 5 مايو 2011 قال وزير الدفاع الإسرائيلي, ورئيس حزب العمل في حديث له مع »هآرتس« ان »ايران لن تستخدم القنبلة النووية ضد إسرائيل«. فرد عليه خامنئي في 1 اكتوبر 2011 إن »إيران لن تلقي باليهود في البحر«. ثم عاد باراك كعادته لمسرحية الشعارات والتهديدات الزائفة لتسويق إيران على أنها حامية لحمى القدس الشريف ففي 20 نوفمبر 2011 اذ قال ل¯ »سي ان ان« الأميركية إن »أمام إيران ثلاث أرباع السنة لامتلاك سلاح نووي«. ويبدو لي أن التسعة أشهر التي حذر منها وتنتهي في أغسطس المقبل لم تعد مهمة لوزير الدفاع ففي الأول من ديسمبر 2011 صرح لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن »قرار مهاجمة إيران بعيد جداً«. بكلمة أخرى , يقول باراك للإيرانيين , لا تأخذوا التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد وخذو وقتكم في برنامج صنع سلاح دمار شامل.
يبدو أن باراك في نزهة مع الإيرانيين وليس في حرب, ففي 8 نوفمبر 2011 ابلغ راديو اسرائيل 'الحرب ليست نزهة. ونحن نريد نزهة لا حرباً', ذلك قبيل صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة عن انشطة ايران النووية. هذا رغم ما احتواه تقرير الوكالة الخطير حول نشاطات إيران المشبوهة !
ثم بدأ مسلسل تبرئة إيران من تهمة تطوير سلاح ذري فقد أعلن وزير الحرب الإسرائيلي في 16 فبراير الماضي, في مقابلة مع راديو إسرائيل من طوكيو , أن إيران لم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة في برنامجها النووي, وهي لم تصل للجيل الثاني, ولا الثالث من آلات الطرد المركزي اللازمة في عمليات تخصيب اليورانيوم. وأضاف خلال لقاء مع وزير الدفاع الياباني »إن إسرائيل قلصت ميزانية الدفاع من 25 في المئة إلى 13 في المئة«. بكلمة أخرى, يبعث اشارات واضحة لطهران بأن تل أبيب ليست في مواجهة معها, بل على العكس من ذلك.
ثم أعادنا مرة أخرى لشريط الدعاية الإسرائيلية لتسويق إيران في المنطقة, ففي شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي في 19 مارس الماضي قبيل رأس السنة الفارسية بساعات قال إن إيران تقترب من الحصانة النووية. لكنه في 22 من الشهر ذاته وفي إطار زيارته لبرلين فان باراك لقناة »زد. دي. في« الألمانية وفي اطار حديثه عن إيران 'فجر قنبلة من العيار الثقيل' ليكشف بذلك مدى زيف الشعارات الإيرانية - الإسرائيلية والعداء المصطنع حين قال إنه »سيأتي يوم سينام الحمل الى جانب الأسد«, »مستشهداً بمقولة من الكتاب المقدس في تلميح واضح إلى ان إسرائيل ترضى بوجود طهران نووية إلى جانب تل أبيب«. في اليوم ذاته كذلك صرح للإذاعة الإسرائيلية 'رشيت بيت' أن »إيران لا تعمل على استكمال عملية امتلاك قدرات عسكرية نووية, وإن مخاوف إيران من عملية عسكرية تقوم بها أميركا أو جهة أخرى هي السبب الأساسي لعدم استكمال إيران عملية امتلاك تلك الأسلحة«.
في الختام يظهر جلياً أن إيهود باراك الصهيوني هو صفوي وعميل فارسي والأجدر به أن يكون مستشاراً لدى علي خامنئي, لهذا أقترح أن يمنح صفة 'آية الله' وأن يتم تعيينه وزيراً للدفاع عن المصالح الإيرانية.
تعليقات