بدر البحر يكتب: فليهدأ الجميع ويجربوا حكم السلف والإخوان
زاوية الكتابكتب إبريل 1, 2012, 12:16 ص 801 مشاهدات 0
القبس
زاوية حادة / جربوا 'الإخوان' والسلف
بدر خالد البحر
أما وقد تعب البعض في الإتيان بأمثلة كثيرة عن خطر الجماعات الدينية وخوفونا من مآل حالنا في شتى بقاع الأرض إذا ما تقلدت تلك الجماعات السلطة، كما قال أبو تمام في قصيدته: «وخوفوا الناس من دهياء مظلمة... إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب»، وجاؤوا بتوقعات ناس مخاريف وبعض المقالات واعتبروها نبوءة صادقة لما سترتكبه تلك الجماعات من فظائع! وراحوا يحسبون أموالهم واشتراكات أعضائهم لنخاف أكثر!
ان «الكوكب الغربي ذو الذنب» الذي يخوفونا منه هو «الإخوان» وبالتبعية حركة السلف المنبثقة عنها، ولو استعرضنا تجربة الإخوان في الحكم فسنجدها غير موجودة بل ستجد تاريخاً زاخراً بقمعهم، فجمال عبدالناصر عذبهم بوحشية مفرطة على ايدي صلاح نصر وشمس بدران، وقد حكى لنا العم سالم البهنساوي ـــــ رحمه الله ـــــ التعذيب الذي ذاقه ورآه في السجون، تعذيب استمر في سرداب كل قسم بوليس حتى سقوط مبارك الذي زوّر الانتخابات وأسقطهم وحظر حزبهم.
أما إخوان فلسطين بقيادة إسماعيل هنية فلم يعطوا الفرصة للحكم بعد نجاحهم في انتخابات شعبية حرة، فتآمر عليهم أبومازن وحركة «فتح» بمساعدة إسرائيل وأميركا، حتى اغتصبوا منهم السلطة بمباركة دولية. أما في الجزائر فقد سجن زعيما الجبهة الاسلامية للانقاذ الشيخان د. عباس مدني وعلي بلحاج بعد اكتساح الجبهة للانتخابات البلدية، وعلى الرغم من تغيير السلطة لنظام الانتخابات للتضييق على الجبهة فانها اكتسحت مجددا في الانتخابات التشريعية على الرغم من وجود زعيميها في السجن، فاستقال الرئيس الشاذلي، إلا أن فرنسا وأوروبا حرضتا الجيش لينقلب على جبهة الانقاذ قبل تسلمها السلطة، وتم الغاء الانتخابات وحظر الحزب وسجن وقتل الكثير من أعضاء الجبهة الاسلامية، وتم الإتيان بمحمد بوضياف من فرنسا ليحكم، ولكنه اغتيل وهو يلقي خطابا على المسرح
وعليه يتضح لنا بالدليل الموثق كيف قمع وقتل وتآمر العرب الليبراليون والعلمانيون والملحدون مع الغرب على الإخوان والسلف، ثم جاءوا الآن بعد أن انتزع الله الملك من زعمائهم في تونس ومصر وليبيا واليمن وقريبا في سوريا ان شاء الله، جاءوا يخوفوننا من الإخوان والسلف، هم لم يحكموا بعد لنقيم تجربتهم ونُوَلْو.لْ ونلطم على مستقبل الأقليات تحت حكمهم، وطالبان أفغانستان ليست المثال الذي يمكن أن نقيس عليه أي تجربة حكم بسبب الوضع الذي نشأت فيه. ان الليبراليين والعلمانيين بفكرهم الاستئصالي العنصري يعتقدون أن الديموقراطية في الكويت أو أي بلد آخر، هي النظام غير الديني في الحكم، فهم يعتبرون أن أي نتائج انتخابات حرة عبر صناديق الاقتراع تأتي بأغلبية دينية هي غير ديموقراطية، كما قال سيد أحمد غزالي «إن الشعب صوّت ضد الديموقراطية» عندما وصلته نتائج جبهة الانقاذ الاسلامية في الجزائر عام 91.
لذا فليهدأ الجميع ويجربوا هذه المرة حكم السلف والإخوان.
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
تعليقات