د. حنان الخلف تتسائل: هل تتعظ حكومتنا من تجارب الشعوب؟!

زاوية الكتاب

كتب 1696 مشاهدات 0


الأنباء

رأي  /  ضعف الحكومة... وعودة عصر الطبيعة

د. حنان الخلف

 

شخص الفيلسوف البريطاني توماس هوبز منذ 4 قرون فترة التحول الأخلاقي والسياسي والاجتماعي التي مرت بها بريطانيا والتي تمخض عنها تحول الحكم من ملكية مطلقة إلى ملكية دستورية.

في نظر هوبز كان المجتمع البريطاني في ذلك الوقت غارقا بالصراعات الطائفية كما كانت الحكومات فاسدة وضعيفة في مواجهة تلك الصراعات وفاشلة في تطبيق القوانين مما أدى إلى فقدان ثقة الرعايا بتلك الحكومات فأصبح كل فرد يسعى لتحقيق مصلحته الخاصة، تدفعه طبيعته الأنانية والعدوانية وهي حالة شبيهة بحالة العصر الطبيعي السابقة لتشكيل المجتمعات المدنية. ولكن حالة الرجوع للطبيعة لن تكون هي المرحلة النهائية لذلك الحراك الاجتماعي، إذ سيجد كل فرد أن سعيه لتحقيق مصالحه الشخصية بطرق فاسدة سيصطدم بمصالح الآخرين فتكون النتيجة هي أن يسعى الأفراد لإبرام «عقد اجتماعي» يحدد الحقوق والواجبات بينهم وبين الدولة كما سيسعى هؤلاء الى تشكيل حكومة ذات قوه وسيادة تترجم هذا العقد إلى قانون يطبق على جميع الأفراد دون استثناء.

إذا أعدنا قراءة واقعنا المحلي والعربي الذي تعيش فيه البلدان العربية من خلال المنظور الهوبزي فسنجد فيه تفسيرا للحراك الاجتماعي الذي حدث، فالثورات لم تشتعل بفعل تنظيمات سياسية أو أيديولوجية معينة بل جاءت نتيجة توصل الافراد من خلال ممارساتهم اليومية إلى أنهم لن يستطيعوا أن يحققوا أي مصلحة في ظل الممارسات الادارية الفاسدة التي تمارس في تلك البلدان فكانت النتيجة هي اسقاط تلك الحكومات.

أما بالنسبة للحالة الكويتية فلها خصوصيتها، إذ إن حالة الطبيعة التي يعيشها المواطنون لا تتعلق فقط بالفساد الاداري والذي أصبح جزءا من الممارسات اليومية للأفراد بل تعداه إلى انعدام الثقة بقدرة الحكومة على تطبيق القانون بشكل عادل وصارم مما أدى إلى سعي كل فرد أو جماعة الى أخذ الحق باليد وما رأيناه من تعد على القنوات الفضائية وحرق المقرات الانتخابية وإقامة المؤتمرات رغم أنف «الداخلية» وحرق أعلام دول مجاورة وأخذ القصاص باليد، وكلها مؤشرات جلية على «حالة الطبيعة» التي نعيشها وعلى ضعف الحكومة في الخروج من هذه الحالة. لقد بين التاريخ لنا أن الشعوب التي مرت بحالة الطبيعة دخلت حروبا أهلية طاحنة كان مصير حكوماتها في النهاية الفناء، فهل تتعظ حكومتنا من تجارب الشعوب أم أنها في مستوى أدنى فهما من ذلك؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك