الأغلبية البرلمانية متربصة والأقلية متوثبة.. برأي سعود السبيعي

زاوية الكتاب

كتب 786 مشاهدات 0


الأنباء

الخط  الأحمر  /  استجواب بحري وبطولة مجانية

سعود السبيعي

 

واجه سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الاستجواب المقدم من النائب صالح عاشور بصعوده الى المنصة وفي جلسة علنية في سابقة تعد هي الأولى من نوعها في تاريخ الكويت، واقصد هنا علنية الجلسة، وقد اتسمت مرافعة الشيخ جابر المبارك بالمنطق والعقلانية وإيمانه بالحقوق الدستورية وبدا واثقا من نفسه متمكنا من مهاراته وأدواته الشخصية.

انتهى الاستجواب دون حصول المستجوب على العدد الكافي لطرح كتاب عدم التعاون مع سموه، ومن الإنصاف هنا القول بأن النائب صالح عاشور كان راقيا في مرافعته فلم يلجأ الى أسلوب الاستفزاز واستخدام الرديء من القول، فقد كان حديثه يدور حول وقائع يرى ان فيها مخالفات دستورية وقانونية دون ان يخرج عن دائرة الاحترام واللياقة.

على كل حال الاستجواب بحد ذاته حق دستوري يمارسه النائب متى شاء ولكن قيمته لا شك تكمن في مضمونه وفي احترام النائب لهذا الحق متى ما كانت ممارسته فيها من الرقي والأدب ما يعكس شخصية النائب، فكما قيل «كل إناء بما فيه ينضح» وأيضا فان كل استجواب ينضح بنوابه، ففي السنوات الأخيرة أصبحت الأدوات الدستورية وعلى رأسها الاستجواب ليست حدثا استثنائيا ينشغل الناس في فك طلاسمه بل انه أصبح أصلا من أصول اللعبة البرلمانية فلا يمر شهر إلا وهناك استجواب او لجنة تحقيق، ومن النادر ان تجد نائبا لم يقدم استجوابا أو يهدد باستجواب، وفي هذا المجلس رغم حداثته مازالت الأكثرية متربصة تتحين الفرصة والأقلية متوثبة كأنهم يقولون: إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم، فبعد استجواب صالح عاشور قدم سيد حسين القلاف استجوابه لوزير الإعلام الشيخ محمد العبدالله والشواهد تشير إلى ان مصيره سيكون نفس مصير استجواب عاشور فكلاهما برد وسلام بل ان وزير الإعلام من اسعد الوزراء المستجوبين في تاريخ الحكومات الكويتية بهذا الاستجواب، فهو يدرك تماما ظروف هذا الاستجواب وأسبابه ويدرك جيدا موقف الأغلبية النيابية منه فهو فرصة ذهبية للوزير بأن يستعرض قدراته في المرافعة لأنه على يقين بنتائجه السلمية.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك