عبد العزيز الفضلي يكتب: الجواميس والعساكر!

زاوية الكتاب

كتب 1055 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  الجواميس والعساكر

عبد العزيز صباح الفضلي

 

مع الأحداث المتسارعة، يتوه الكاتب في ما يكتب، ومن أين يبدأ وفي أي شيء ينتهي، ولكل قضية جوانب شائكة تحتاج إلى إشارات وتوضيح.
في الكويت كان ملتقى النهضة هو القضية التي شغلت الناس، خصوصا مع المواقف المتباينة بين المؤيد والمعارض، وزاد من حيرة الناس اختلاف موقف الإسلاميين أنفسهم من هذا المؤتمر، والشيء اللافت للانتباه أن كثيرا من المؤيدين والمعارضين لا يعلم حقيقة المؤتمر ولا أهدافه، وإنما اتخذ موقفه بناء على مواقف شخصية أخرى لها رمزيتها عنده، فبنى موقفه على موقفها، وبلا شك أن هذا خطأ كبير، فلا ينبغي للإنسان أن يسلم عقله لغيره، وكان الأولى أن يلتزم الإنسان الصمت إذا لم تتضح له الصورة، وهذا أسلم للمرء من اتخاذ موقف على جهالة، قد يضطره إلى الاعتذار بعد ذلك. 
كانت هناك حالة استياء كبيرة من انحدار أسلوب الحوار والخلاف، الذي تعدى فيه اختلاف الرأي ومناقشة الفكر إلى الطعن في النيات والتخوين، واتهام الآخرين بالتنازل عن مبادئهم، لقد كشف لنا ملتقى النهضة كم نحن بحاجة إلى تعلم أدب الاختلاف قبل الدخول في والحوار والنقاش. 
نخوة الجواميس 
كتبت مقالة قديمة كان عنوانها (نخوة الجواميس وحصار إبليس) وكانت تتعلق بنصرة غزة وأهمية فك الحصار عنها، وقصدت بنخوة الجواميس ذلك المشهد الذي تحلت فيه مجموعة من الجواميس بالشجاعة وهاجمت عدة أسود من أجل تخليص عجل وقع بين أنيابها، وتحقق للجواميس ما أرادت. 
اليوم أرى جرحا غائرا في جسد الأمة مضى عليه أكثر من عام وخلف أكثر من عشرة آلاف شهيد، هناك شعب يحتاج منا لنصرته وتخليصه من وحش بشري مزق أشلاء أبنائه، واعتدى على أعراض الحرائر، فيتم الأطفال ورمل النساء. 
ما يجري اليوم من جرائم على أرض سورية هي وصمة عار ليس في جبين النظام السوري الجبان، الذي ظهرت قوته على المستضعفين، واختفت أمام الصهاينة، وإنما هو عار علينا كعرب ومسلمين بالدرجة الأولى،أن يقهر شعب بيننا ثم لا نحرك ساكنا، فهل يعقل أن يتم إمداد النظام السوري بآلة القتل من روسيا وإيران ودعم من حزب الله، ولا تتمكن دولة عربية صراحة بمد الجيش الحر والثوار بالسلاح الذي يمكنهم من الدفاع عن أعراضهم وأرواحهم؟ هل نستحي مما لم تخجل إيران عن إعلانه؟ 
عسكر مصر وفقدان الذاكرة 
المناورات التي يمارسها الجيش في مصر من أجل الالتفاف على الثورة أصبحت مكشوفة للعيان، فإصرار الجيش على الإبقاء على الحكومة الحالية والتي أثبتت فشلها، ومحاولة الحصول على قرض أميركي بفوائد عالية، ستكسر ظهر أي حكومة قادمة وتجعلها عاجزة عن سداده إلا من خلال التضييق على الشعب، ونية الجيش ترشيح ودعم بعض الشخصيات الموالية له للرئاسة والتي قد تقوم بحل البرلمان إن لم يسر وفق أهوائها، كل ذلك دفع الإخوان للتصريح بأنهم قد يغيرون موقفهم من موضوع انتخابات الرئاسة بترشيح أحد المنتمين لها لهذا المنصب، هذا التصريح دفع الجيش إلى تهديد الإخوان بطريقة غير مباشرة بتذكيرهم بالماضي وأهمية الاستفادة من عبره، وهو تلميح لقيام الجيش سابقا وبزعامة عبدالناصر بالانقلاب على الثورة والإخوان وتصفية زعمائهم. 
ولكن الأمر الذي لم يستوعبه الجيش هو أن التاريخ غير التاريخ والظروف غير الظروف، والناس غير الناس، فإن ذكروا الإخوان بالماضي، ذكرهم الإخوان بميدان التحرير وثورة 25 يناير. 
لا اعلم في أي عالم يعيش الجيش، وهل يعقل أنهم إلى هذه اللحظة لم يتعظوا مما جرى في البلاد المجاورة، إن الشعب المصري الذي ذاق طعم الحرية، لا يمكن بأي حال أن يرجع إلى زمن العبودية مرة أخرى. 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك