هل تذكرون حدثاً اسمه 'الربيع العربي'؟.. جعفر رجب متسائلاً

الراي

تحت الحزام  /  تفاحة العرب فى الجنة

جعفر رجب

 

العربان ذاكرتهم لا تتعدى اليومين!
ولا يهتمون بقضية اكثر من يومين!
ولا يتابعون قضية اكثر من يومين!
ولا يخططون لاكثر من يومين؟!
ولا يبرمجون حياتهم لاكثر من يومين!
الاخرون يفكرون بالخمسين سنة المقبلة، والعربان الخمسين ثانية الآتية!
هل تذكرون حدثا اسمه «الربيع العربي»؟
هل تذكرون بوعزيزي، وهرمنا، وبن علي هرب؟
هل تذكرون خالد سعيد، وميدان التحرير، والرجل الواقف خلف عمر سليمان؟
هل تذكرون بيت بيت زنقة زنقة، وقصف طائرات الاطلسي، ومصراتة، وبن غازي؟
هل تذكرون تعز وصنعاء، وآلاف الشهداء الذي سقطوا من اجل حريتهم؟
هل تذكرون الحماسة، والخطب، والمقالات، ومتابعة الثورة يوما بيوم؟ هل تذكرون كم شجعنا وصفقنا وشتمنا، وحللنا النتائج، وكم ألف «خبير» ظهر في الفضائيات ليحدثنا عن تصوره للثورة ومستقبل البلدان!
اقول هل تذكرون، ولم تمر على هذه الاحداث سوى سنة واحدة فقط، ومع ذلك نخالها سنوات عشر! 
نسينا يا سادة، فلا احد يعرف ما حصل في تونس بعد ذلك، ولا احد يدري ماذا يجري في مصر، ولا احد يتابع او يسأل عن ليبيا ومستقبلها وتمزقها، وهي تسير فوق آلاف الجثث التي سقطت تحت القصف من اجل «الحرية»، ولا احد يهتم بما يجري في اليمن... فقدان الذاكرة علة الشعوب العربية كما حكوماتهم، الشعوب تنسى شعاراتها، والحكومات تنسى او تتناسى كل الوعود التي اطلقتها في حينها...! ينسون كما نسوا ملايين السكان في المخيمات الفلسطينية، ووعودهم بالدعم، والتحرير... و... و... و... !
فيا عرب دمشق، والمنامة، لا احد سيهتم بكم، تتعاطف العربان معكم ليومين، وستنسى قريبا ايام جمعكم، وشهداءكم، وتضحياتكم، ستنسى فقركم، وجوعكم، قهركم، عند اقرب مسلسل تركي! فلا تثقوا الا بانفسكم، ولا تعتمدوا الا على ارادتكم، ولا تعملوا الا من اجل مصالحكم!
العربان يا سادة فالحون في التشجيع، وفي التخريب، والهدم، اما ان يبنوا ويصلحوا فهذا آخر همهم، وفوق قدراتهم، ولو كنتم تأملون دعما حقيقيا فانتم كمن يبحث عن الماء في صحارى السراب، وأملكم كأمل أبليس في الجنة... اعلموا ان اولى خطوات الخروج من جهنم القمع الى جنة الديموقراطية، هو طرد الافاعي العربية التي تغويكم بالاكل من تفاحة الدعم العربي!