وفق مانشرته صحيفة الحقيبة الدبلوماسية القطرية
محليات وبرلمانمارس 27, 2012, 12:44 م 1365 مشاهدات 0
منذ قدومه إلى الدوحة قبل أكثر من عامين سفيرًا لبلاده في قطر حرص سعادة السفير علي سلمان الهيفي سفير دولة الكويت في قطر على اصطحاب أجواء ديوانيات الكويت لمنزله بالمنطقة الدبلوماسية، وخصص مساء الاثنين من كل أسبوع موعدًا لاستقبال زواره من القطريين والكويتيين ووفود رسمية كويتية أو عربية زائرة للدوحة أو سفراء عرب وأجانب في ديوانيته التي أصبحت منتدى ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا لا غنى عنه يقصده الزوار أسبوعيًا.
وقال السفير الهيفي، الذي وجّه دعوة لـ الراية لزيارة الديوانية والالتقاء مع ضيوفها، إن الديوانية في الكويت تعتبر برلمانًا مصغّرًا تطرح فيها الآراء بكل حرية وشفافية وكل صراحة، ومن خلال الديوانية يمكن معرفة رأي الشارع الكويتي في أي قضية تثار بالكويت. وأضاف: الديوانيات جزء من تراثنا وعاداتنا وحياتنا.. شخصيًا لا يمكنني التخلى عن الحياة الاجتماعية والحيوية التي توفرها الديوانية، حيث شجعني تقارب العادات والتقاليد التي تكاد تكون واحدة بين قطر والكويت على افتتاح الديوانية بهدف الالتقاء مع أكبر عدد ممكن من الكويتيين الذين يزورن قطر ومع الأخوة القطريين في مختلف قطاعات أعمالهم، كما أن الديوانية توفر لي فرصة للالتقاء مع الوفود الرسمية الكويتية الزائرة لقطر والتي تشارك بالمؤتمرات والفعاليات التي تشهدها الدوحة بعيدًا عن العمل الرسمي وفي أجواء حميمة تعزز من العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين جميع ضيوف الديوانية.
ديوانية الكويت بالدوحة كانت حاشدة بجمع من المسؤولين والشخصيات الكويتية التي تزور الدوحة وعدد من المسؤولين العرب ممن يزورون الدوحة أيضًا للمشاركة في فعالياتها وأنشطتها، فضلاً عن عدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين بالدوحة ومواطنين كويتيين وقطريين يجدون في الديوانية فرصة للالتقاء وتعزيز العلاقات الاجتماعية فيما بينهم.
ويصف فلاح حمود الدبيس نائب مدير العلاقات الدولية في الهيئة العامة للشباب والرياضة والمستشار بوزارة العمل بالكويت والذي كان أحد رواد الديوانية الأسبوع الماضي، ديوانية الكويت بأنها تمثل حراكًا اجتماعيًا مميزًا.. مشيرًا إلى كثرة الضيوف الذين التقى بهم من سفراء عرب وأجانب ومن وفود رسمية كويتية زائرة. وقال: الديوانيات في الكويت تطبخ فيها القرارات الوزارية وينتخب من روادها الوزراء والنواب والسفراء وحتى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، فهي منتدى ثقافي اجتماعي قانوني وديني أيضًا، كما تقام فيها المناسبات المختلفة. ولفت إلى عادة متأصلة في المجتمع الكويتي تتمثل بقيام سمو أمير الكويت خلال شهر رمضان المبارك وفي المناسبات الوطنية بزيارات إلى مختلف الديوانيات حيث يلتقي فيها المواطنين.
أما الدكتور مهدي عباس وكيل وزارة التخطيط بالعراق والذي كان أحد ضيوف الديوانية، فرأى أن أجواءها الحميمة والتلقائية ميزة تسجل لمجتمعاتنا العربية ليس بالضيافة الكريمة فحسب بمفهومها المادي، بل بما يتم خلالها من تبادل لحوارات ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية تعزز من التلاقي والتعارف وتبادل الخبرات.
من جانبه قال سعادة الدكتور جواد الهنداوي سفير العراق في قطر إن المجتمعات العربية قائمة على العلاقات الوثيقة والديوانية مثال حي لهذه العلاقة التي تساعد في تذليل الصعوبات ومناسبة لتبادل الآراء والنقاش بين السفير وأبناء الجالية وبين السفير وزواره، كما تعد فرصة جيدة ولقاء أسبوعيًا ممتعًا ونوعًا من التواصل والحوار يعزز الثقة بين أبناء الشعب الواحد. وأضاف: نحن حريصون على التعاطي مع هذه المجالس والديوانيات.. فالعراق والكويت شعب واحد وعلاقتنا تاريخية.
وقال الدكتور إبراهيم الصالح وكيل وزارة الأوقاف المساعد للتخطيط والتطوير في الكويت: تعودنا على الديوانيات بالكويت ولا يمكننا الاستغناء عنها، ففيها الثقافة والأدب والحكايات القديمة والألعاب الخفيفة والحوار السياسي والاقتصادي، فهي منتدى ثقافي تعودنا عليه منذ عقود، حيث أصبحت الديوانية رمزًا للكويت، وتشكل نبض الشارع الكويتي.
أما عادل الجاسم وكيل الوزارة المساعد للإعلام بوزارة النفط الكويتية، فقال: ليس غريبًا على سعادة السفير الكويتي جمع أهل الكويت وضيوفهم في ديوانية الكويت، فالديوانية عندنا تعكس واجهة البلد، وتجمعنا مع إخواننا أهل قطر علاقات مميزة ونحن أسرة واحدة وشخصيًا سعدت بالتعرف على عدد كبير من الشخصيات التي زارت الديوانية ومنهم بعض الإخوة القطريين.
ولا يجد المواطنان عبد الرحمن شاهين الكواري ومحمد المري اللذان حلا ضيفين على ديوانية الكويت فرقًا بين الديوانية في الكويت والمجالس في قطر، مؤكدين أن الديوانية هي نفسها المجلس، فالمسمى فقط يختلف، فالخليج بلد واحد والديوانية والمجلس يلعبان دورًا هامًا في تعزيز العلاقات الاجتماعية.
أما المواطن الكويتي ناصر الهاجري، فقال إنه لا يشعر بالغربة في قطر بل يشعر وكأنه يعيش في الكويت.. مشيرًا إلى الدور الهام الذي تلعبه الديوانية في الحياة الاجتماعية والسياسية في الكويت.
أحد رواد ديوانية الكويت، كان سفير دولة الإكوادور في الدوحة قبلان أبي صعب الذي أعرب عن سعادته وسروره بالمشاركة في لقاءات الديوانية الذي قال إنه يشارك للمرة الثانية في هذه اللقاءات، وعبر عن إعجابه بالنقاشات والحيوية التي تدور بين رواد الديوانية، فضلاً عن الكرم الكبير الذي يبديه السفير الكويتي وحرصه على تكريم وراحة ضيوفه وزواره.
وتشهد دولة الكويت تزايدًا كبيرًا في أعداد الديوانيات التي باتت تلعب دورًا مؤثرًا في توجيه الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية هناك.. وحسب إحصائية حديثة، بلغ عدد الديوانيات في الكويت 6968 ديوانية، منها 2163 ديوانية في العاصمة الكويت وحدها.
ويعكس ما يدور بالديوانيات المختلفة الرأي العام الكويتي بقدر كبير من الدقة.. ويمكن القول إن الديوانية أصبحت المحرك والمؤشر المرجعي للكثير من القرارات .. وعلى الرغم من أن النقاش في الديوانيات عموماً يتقلب من يوم لآخر تبعاً لأحداث الساعة واهتمامات المجتمع والحضور في الديوانية، إلا أن مستوى النقاش وأسلوب الطرح وتوجهاته يحكمها المستوى الثقافي للحضور وعلى رأسهم صاحب الديوانية.. ويمكن تقسيم الديوانيات الكويتية إلى 7 أقسام : ديوانيات الاقتصاد والتجارة وهذه الديوانيات روادها عادة من الخبراء والمحللين الاقتصاديين وكبار التجار، ولأصحاب هذه الديوانيات وما يدور فيها من نقاشات تأثير كبير على الكثير من القرارات الصادرة من الحكومة أو مجلس الأمة - الديوانيات السياسية : وتناقش فيها القضايا السياسية محلياً وإقليمياً وعالمياً.. وتختلف توجهات هذا النوع من الديوانيات تجاه الحكومة بين مؤيد ومعارض، وبعض هذه الديوانيات لأعضاء مجلس الأمة، وبعضها لأعضاء في الحكومة، وروادها غالباً من المفكرين السياسيين والمهتمين بالأمور السياسية - ديوانيات الفكر والثقافة : وتطرح فيها قضايا علمية وفكرية وثقافية، وهذه الديوانيات عادة تكون الدعوة لأنشطتها عامة ويكون نشاطها أسبوعياً - الديوانيات الموالية أو المؤيدة للحكومة، ويقوم عليها بعض المحسوبين على الحكومة وتوجه نقاشاتها دائماً لتأييد القرار الحكومي وتبريره - الديوانيات المختصة، وهذه الديوانيات تخصص لأصحاب حرفة معينة مثل صيادي الأسماك وديوانيات شعراء النبط وديوانيات الرعيل الأول، وتهدف إلى إحياء التراث ورعاية كبار السن وإيجاد متنفس مألوف لهم، والديوانيات الترفيهية وهذا الصنف من الديوانيات رواده غالباً من اليافعين الشباب الذين يلتقون لتمضية الوقت والسمر، وقد تدور فيها نقاشات هامشية حول بعض الموضوعات العامة أو الشؤون الرياضية.
تعليقات