الكويتيون كما يراهم سعود السبيعي شعب يهتم ببطنه أكثر من عقله!
زاوية الكتابكتب مارس 27, 2012, 12:06 ص 822 مشاهدات 0
الأنباء
الخط الأحمر / ما أخذ سبهللة لا يسترد إلا بالبهذلة
سعود السبيعي
هدأت عاصفة الاضرابات وانشغل الناس بمتابعة ما حرثته العاصفة علهم يجدون خلفها بعض قطع النقود المعدنية التي دائما ما يبحث عنها الاولاد قديما في الساحات الترابية بعد كل «عجاجة» ولكن يبدو ان الهدوء لن يستمر كثيرا وستعود العاصفة مرة اخرى الى مجاريها، فالجميع هنا يهوى رياضة «التشفيط والتفحيط» فكل نقابة لديها مشروعها الخاص بالاضراب وكل النقابات قد ترجى مودتها الا نقابة الجمارك والخطوط الكويتية، فهاتان هما الاشد غلظة والابلغ اثرا، فضيحتهم بجلاجل والحكومة لن تستطيع اسكاتهم حتى ولو قيدتهم بالسلاسل فقد خرجوا من دائرة الاضراب المحلي الى دائرة الاضراب الدولي فأبكونا وأضحكوا العالم علينا وبالرغم من ذلك مازالت رؤوسهم يابسة وقلوبهم قاسية لا يقبلون بأنصاف الحلول ولا يهابون مسؤولا، لهم مطالب عادلة ولكن طريقتهم مائلة يؤمنون بنظرية «يا تطخه يا تكسر مخه» و«ما اخذ سبهللة لا يسترد الا بالبهذلة».
والحكومة لا شك تمارس دائما سياسة السبهللة معهم ومع غيرهم ولكن المشكلة ان المتضرر من الاضراب ليست الحكومة بل الشعب بأكمله، والكويتيون كما يعرف السادة المشاهدون شعب يهتم ببطنه اكثر من عقله فحرمانه من اللبن الخاثر فقط كفيل بأن يخرجه في مظاهرات لها اول وليس لها آخر، فليس من الحصافة اذن ان تخسر نقابة الجمارك الدعم الشعبي لها بسبب علب اللبن الخاثر وبعض قطع الشوكولاتة التي ادمن عليها المواطنون فالحكمة تقتضي الافراج عن هذا الصنف من الاغذية لضرورته القصوى في نزع فتيل الغضب الشعبي وتهدئته بكؤوس الالبان وبعد ذلك لن يتبقى سوى عزل الحكومة عن محيطها الاجتماعي والسياسي والاختلاء بها على ساحل البحر وهناك يمكن اقناعها بالموافقة على الكادر «ولا من شاف ولا من دري» وكان الله بالسر عليما ولكن ما يساعد على افشال هذا المخطط ان المؤشرات تشير الى ان الحكومة لن تخضع للموافقة على الكادر كما جاء بصيغته التي تريدها نقابة الجمارك وصديقتها الانيقة نقابة الكويتية وذلك بعد ان قرر خبراء الاقتصاد ان المزايا المالية مبالغ فيها ولا تتناسب مع قواعد العدالة والمساواة الاجتماعية اذا ما قورنت بسائر الوظائف العامة في الدولة، فالامر هنا بالنسبة للحكومة ينطلق من اعتبارات عادلة وهذا سبب منطقي يضاعف مؤيديها من اعضاء مجلس الامة مادام الامر بهذه الصورة فالمصلحة العامة هي الاولى بالاتباع وهنا ستنجح الحكومة في فرض ارادتها وسيردد المضربون بعد ذلك مقولة «يضرب الكادر شو بيذل».
تعليقات