'امتلاكنا للبترول لم يجردنا من إنسانيتنا'.. سعاد المعجل مؤكدة
زاوية الكتابكتب مارس 27, 2012, 12:03 ص 583 مشاهدات 0
القبس
حوار الشمال والجنوب
سعاد فهد المعجل
منتدى الطاقة الدولي، الذي استضافته الكويت منذ ما يقارب الأسبوعين، كان حدثاً مهماً تمنيت لو أن الإشارة إليه أو التعقيب على ما جاء فيه قد تجاوز خانة الخبر المعتاد إلى نافذة التعاطي معه تعليقاً من خلال الكتاب والمحللين، فالمؤتمر يعبر عن المحاولات والإسهامات الدؤوبة من جانب الدول المنتجة للطاقة لإنجاح الحوار مع الدول المستهلكة، وهو الحوار الذي شهد بداياته عام 1991 في مدينة باريس!
600 شخصية حضرت ممثلة لـ 76 دولة من دول العالم و15 منظمة دولية و32 شركة نفطية، هدفهم جميعاً تقريب وجهات النظر وخلق التفاهم المشترك بين المنتجين والمستهلكين!
يأتي هذا المؤتمر متوجاً بسلسلة طويلة من المفاوضات الشاقة التي بدأت منذ عام 1975، خصوصاً بعد احتدام الصراع في عامي 73 و 74 بين المنتجين للطاقة والمستهلكين لها، وقد كان مبعث هذا الصراع أن الدول المنتجة للبترول قد تسلمت في ذلك الوقت زمام أسعار النفط من الشركات النفطية، وأصبحت بذلك في مواجهة الدول المستهلكة للنفط. لكن الدول المصدرة للنفط عقدت اجتماعها الشهير في الجزائر في مارس عام 1975، والذي تمخض عن تعهد الدول المصدرة للنفط (أوبك) بمساعدة الدول النامية لتجاوز مشكلاتها. وكان إشهار صندوق أوبك للتنمية الدولية (أُفيد) في عام 1976خطوة مسؤولة، وتعبيراً حقيقياً عن تلك النوايا والجهود! وحيث أكدت الدول المنتجة استعدادها الدائم للتفاوض مع الدول الصناعية والتزامها الحقيقي بالبرامج التنموية في الدول النامية!
لم تخل تلك الجهود من العقبات، فما أن بدأ الحوار بين الدول المصدرة للنفط وبين الدول الصناعية أو ما عرف بجوار الشمال والجنوب الذي كان قد بدأ في نهاية عام 1975، حتى انتهى بالفشل في أبريل عام 1977، وذلك لأن الدول الصناعية لم تكن مستعدة للنظر في مشكلات الدول النامية بشكل جاد وكلي، فما كان من الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ومن دون أن تنتظر عوناً من الدول الصناعية، إلا أن تقدمت بمساهمتها من خلال إنشاء صندوق أوبك للتنمية الدولية (أُفيد)، خصوصاً مع استمرار إحجام الدول الصناعية عن تقديم التنازلات، بعد أن فشل الحوار بين الشمال والجنوب.
المنتدى الذي شهدت الكويت اجتماعاً جديداً له هو تتويج لمساهمات الدول المنتجة للطاقة للحوار مع الدول المستهلكة، وقد تطور هذا الحوار في العشرين عاماً الماضية تطوراً هائلاً، وتوجت تلك الجهود بالتوقيع على ميثاق المنتدى في مدينة الرياض منذ عام تقريباً!
البترول بالنسبة لنا، نحن الدول المنتجة، هو عماد الحياة الاقتصادية وشريانها، لكن امتلاكنا لهذا المنتج الحيوي لم يجردنا من إنسانيتنا التي هبت لمساعدة ما يزيد على المليارين من البشر ممن يفتقرون إلى الطاقة!
فالثروة النفطية هي الطريق الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة لنا وللملايين من البشر، سواء في الشمال أو في الجنوب.
***
•ملحوظة: شكراً لجمعية الخريجين على موقفها الرائع في تبني ملتقى النهضة.
تعليقات