بن جامع والصقر كما يراهما يوسف المباركي وجهان لعملة وطنية واحدة
زاوية الكتابكتب مارس 25, 2012, 12:34 ص 1195 مشاهدات 0
القبس
بن جامع والصقر
يوسف مبارك المباركي
لولا حكمة العم فلاح بن جامع لدخلنا في دوامة جديدة بسبب مقابلة «سكوب» مع النائب القلاف الذي أساء إلى أمير العوازم بطريقة فيها من الإساءة ما فيها، وعندما شاهدت مقطع You tube لم أستغرب التهجم على فلاح بن جامع لما كان له من موقف وطني صلب خلال الأحداث الماضية، مما أدى إلى إقالة الحكومة، وتبعها حل مجلس الأمة بعد بيانه الشهير الذي صدر في 2011/11/28، وانتقد نواب العوازم من القبيضة بكل صراحة، ودعوته لأبناء القبيلة إلى حضور ساحة الإرادة ليوم الاثنين الذي كان آخر تجمع والذي حضره ما يقارب 80 ألف مواطن في أكبر تجمع في تاريخ العمل السياسي، فقام تلفزيون الكويت وقناة «الوطن» ببثه مباشرة، وبسبب هذا التجمع وجد عناصر الفساد أنفسهم خارج السلطة، فابتدأ مخططهم من اليوم الأول للانتخابات بدعم مجموعة محسوبة عليهم، واستمر موقفهم، وظهر بشكل جلي في أول جلسة لمجلس الأمة، ولن يتوقف هذا المسلسل إلا بحل المجلس، ومن ضمن مخططهم إشعال فتنة هنا وهناك، والانتقام من جميع الأطراف التي هي الآن بالسلطة.
السؤال المهم اليوم هو: أين الذين يتهمون أحمد السعدون بأنه حرق الكويت، وأنه سبب توقف التنمية.. وإلخ من التهم؟ اليوم هذه الزمرة ابتلع الغيظ ألسنة أصحابها، فلم نسمع لهم صوتاً واحداً يوجه إلى الثلاثي، بل إنهم إن تكلموا فهم يذودون ويدافعون عنهم، يحركهم في هذا الغيظ الشديد، لأن نتيجة الانتخابات لم تأت وفق أهوائهم.
بن جامع قال في كلمته يوم الاثنين الماضي خلال الندوة الاحتجاجية التي أقيمت في ديوان أحمد الشحومي، فكانت كلمته جامعة كاسمه، فجمع الحق والحقيقة فيها، وانبرى لمصلحة الكويت، فأطفأ نار الفتنة بحكمته، لأنه رجل صادق في حبه لوطنه، وليس ممن يتم شراؤهم، فله كل الشكر والتقدير لموقفه الحكيم.
علينا أن نعي جميعاً أننا لا نزال في خطر محدق من ثلاثي تدمير البلاد الذي يسعى إلى تدمير مؤسسات الكويت، لاستعادة كراسيهم ومصالحهم ونفوذهم التي فقدوها بلمح البصر.
إن الهجوم على العم فلاح بن جامع يذكرني بالهجوم نفسه على المرحوم عبدالعزيز الصقر بعد وفاته، وليس حياً حتى، بل وهو ميت لم يسلم من الحقد الدفين في قلوب البعض، لماذا؟ لأنه كان ذا مواقف صلبة لا تعد ولا تحصى، كان من أبرزها إصداره بيان المقاطعة للمجلس الوطني عام 1990، ترشيحاً واقتراعاً، الذي وقع عليه 194 شخصية، إضافة إلى موقفه المبدئي تجاه الدستور والديموقراطية، فكان تسليط الأقلام عليه بحياته وبعد مماته، فهذا الأسلوب الرخيص ليس بجديد عليهم، ولكنه تطور مع قنوات الإعلام الرخيصة والانتهازية، فكلما زاد الدفع زادت الشتيمة، فهذا الإعلام ضرب نسيج المجتمع، بل يعتقدون أن الوطنية تتمثل في بث الأغاني الوطنية فقط ولبس العلم.
بن جامع والصقر وجهان لعملة وطنية واحدة، دفعا ثمن مواقفهما المبدئية تجاه وطنهما الكويت، فكلاهما حُفرت مواقفه في ذاكرة الشعب الكويتي.
تعليقات