وقفات مع علي المتروك فى مقالة فيحان بن سرور الجرمان حول الطعن فى معاوية والنيل من الصحابة

زاوية الكتاب

كتب 681 مشاهدات 0



 

وقفات مع أ.علي المتروك
كتب:فيحان بن سرور الجرمان
الحمد لله رب العالمين وبعد،
كنت أتوقع من علي المتروك هذا الكلام وذلك بسبب أطروحاته وتلميحاته التي يتناولها الفينة بعد الفينة بحذر ومن حام حول الحمى يوشك ان يقع فيه وطالما اظهر اسفه وحزنه على ما يحصل للامة من تمزق وشقاق وها هو يحيي ويوقظ فتنة في المجتمع من خلال طعنه ولمزه في صحابي جليل من اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وصهره وخال المؤمنين ومن كتاب الوحي. ولي معه عدة وقفات:

الوقفة الأولى. عنوان المقال:!!!
عنوان المتروك مقاله بعنوان أسماه (فلتكن الحقيقة رائدنا)
أقول ما أحسن هذا الكلام ولكن العمل بمقتضاه ليس بالأمر السهل لان من الناس من يظهر ان يطلب الحقيقة فاذا بانت وظهرت خلاف ما يعتقد فاذا هو ينكص، والمتروك عمل بقاعدة »اعتقد ثم استدل« وليس على قاعدة »استدل ثم اعتقد«، فلم يعمل بمقتضى عنوان مقاله حيث اعتمد على طعن الصحابي معاوية رضي الله عنه بروايات غير صحيحة الاسناد وكتب مشبوهة واخرى جمعت الغث والسمين وهذه الروايات لابد ان نتأكد من صحتها والحقيقة التي ينشدها المتروك لابد ان تكون على وفق الكتاب والسنة الصحيحة سنداً ومتنا حتى تكون رائدنا أما الكتب غير الموثقة سنداً ومتنا واتباع الشبهات وترك المحكمات فلن توصلنا إلى الحقيقة قال تعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) فما بالك تترك الاسناد الصحيح والايات التي تثني على الصحابة من المهاجرين والانصار ثم تعمد إلى أقوال باطلة مكذوبة مختلقة ثم تريد من هذه الاقوال الحقيقة الرائدة!!!
ان المتروك لم يكن باحثا ليصل إلى الحقيقة المنشودة كما يزعم وانما قرر ما يعتقده، وطفق يلتمس النصوص والروايات ايا كانت مصدرها وبغض النظر عن صحتها وسندها وتأويلها مادامت تخدم وتؤيد قناعته واعتقاده لا سيما سب الصحابة وما اكثره في كتبهم ورواياتهم والبعض يتناوله في مجلسه لكي يربو عليها الصغير ويهرم عليها الكبير ولا يذكر لهم ذاكر.

الوقفة الثانية:
قال المتروك »أحمده بان رواة الاحاديث والمؤرخين واصحاب السنن والاسانيد لا يعيشون بيننا في الكويت هذه الايام فلو عاشوا لوجدوا من يأخذ بتلابيبهم ويجرهم إلى المحكمة بتهمة سب الصحابة والنيل منهم، والتشهير بهم«.
وفي هذا الكلام ملاحظتان:
الملاحظة الأولى »لعله يقصد اصول كتبه ومراجعه المليئة بسب الصحابة والتشهير بهم اذ لا يوجد احاديث عند اهل السنة والجماعة ولا الكتب المعتمدة الصحيحة من تطعن وتسب اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
الملاحظة الثانية: كانه يشير الى قانون تجريم سب الصحابة وانه غير راض به وانه قد سلم منه الاسلاف ولذلك حمد الله انهم لا يعيشون بيننا في الكويت بعدما رأى بأم عينه ما حصل لياسر حبيب وانه وجد من اخذ بتلابيبه وجره الى المحكمة بتهمة سب الصحابة رضي الله عنهم.

الوقفة الثالثة:
المتروك اعتمد على طعن معاوية رضي الله عنه بقوله (حدثت بالفعل.. ونقلها المؤرخون في كتبهم وأسانيدهم...)
اقول سبحان الله انظر ايها القارئ كيف ان المتروك يقرر ما يعتقده وليس البحث عن الحقيقة حيث قال حدثت بالفعل وكانه قد عاش بينهم وسمعها ممن حدثت منه ثم قال »ونقلها المؤرخون« واقول ليس كل ما نقل يكون صحيحا فقد قال الطبري نفسه في كتابه التاريخ »ما يكون في كتابي هذا من خبر يستنكره قارئه او يستشنعه سامعه فليعلم انه لم يؤت من قبلنا وانما اتى من قبل بعض ناقليه وانا ادينا ذلك على نحو ما ادي الينا ذلك«، والمتروك يقول حدثت بالفعل، الم تعلم ان اكثر الروايات التي تذكر في كتب التاريخ وغيرها روايات موضوعة ومكذوبة وارادوا من وضع هذه الروايات الاطاحة بالصحابة حملة الدين ليسقطوه بل ان اعداء الاسلام لهم اليد الطولى في وضع الاحاديث المكذوبة والروايات المدسوسة ومع الاسف ان بعض الجهال الذين لا علم لهم قد تلقفوا هذه الروايات والاحاديث والله عز وجل يقول عن اليهود (يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله) اقول ان معرفة علم الرواية وعلم مصطلح الحديث وقواعده وانواعه ومعرفة علم الجرح والتعديل وعلل الحديث والحكم على صحته وعدمه، علم لا يناله الا الجهابذة من اهل العلم حيث انه علم دقيق لا يصل اليه الا الندرة منهم وهذا العلم لا يوجد الا عند اهل السنة والجماعة وهذه كتبهم تنطق بالحق والمتروك يدرك تماما ان هذا العلم لا يحيط به علما وان بضاعته في علم الحديث رواية ودراية مزجاة ولعل هذا السبب الذي جعله وغيره يتلقف الروايات من غير تمحيص قال تعالى (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير).

الوقفة الرابعة:
قال المتروك »ونقلها المؤرخون في كتبهم واسانيدهم »فاذا كان المتروك يعتمد ما قاله المؤرخون في كتبهم من دون النظر الى الاسناد والعمل بالقواعد العلمية واسس البحث فقد قال المؤرخ الشيعي الحسن بن موسى النوبختي الذي ادرك القرن الثالث الهجري في كتابه »اول من طعن في ابي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم هو عبدالله بن سبأ اليهودي وقال ان عليا عليه السلام امره بذلك فاخذه علي فسأله عن قوله هذا فأقر به فأمر بقتله فصاح الناس اليه يا أمير المؤمنين اتقتل رجلا يدعو الى حبكم اهل البيت والى ولايتك والبراءة من اعدائك فصيره الى المدائن..« وهذه الرواية تدل دلالة واضحة ان الطعن في اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام واختلاق الروايات جاء من قبل اليهود الذين اظهروا حب آل البيت عليهم السلام وابطنوا الكفر لينالوا من حملة الاسلام ليسقطوه. فهل المتروك يأخذ بهذه الرواية التي جاءت من قبل كتبه؟!

الوقفة الخامسة:
قال المتروك »وقد استن معاوية سنة لم يسبقه احد اليها وهي لعن علي بن ابي طالب واهل بيته بعد كل صلاة على منابر المسلمين على مدى سبعين سنة..« اقول لم يثبت حديث صحيح ان معاوية سب عليا واهل بيته وامر بذلك وكل ما ذكره المتروك لا يصح واما ما جاء في صحيح مسلم فلا يدل انه امر سعدا وانما اراد ان يستفسر عن المانع من سب علي رضي الله عنه ولما بين سعد السبب لم يغضب معاوية ولم يأمره بالسب وانما اقر ما ذكره من فضائل علي رضي الله عنه، وها هو المتروك لم يكن بينهم او عاصرهم فقد زاد على ما في كتب التاريخ حيث قال ».. قد استن معاوية سنة ولم يسبقه احد اليها وهي لعن علي بن ابي طالب واهل بيته بعد كل صلاة على منابر المسلمين على مدى سبعين سنة« ومعاوية تسلم الخلافة سنة (41 هـ) وكانت خلافة عمر بن عبدالعزيز سنة (99هـ) فمن اين جاء بالسبعين؟؟ وهذه زيادة رواة القرن الحادي والعشرين!

الوقفة السادسة:
ذكر المتروك ان معاوية قام بدس السم للحسن: قال ابن خلدون في كتابه تاريخ ابن خلدون »ان هذه الرواية لا تصح وحاشا لمعاوية من ذلك« وكذلك ردها ابن كثير في البداية والنهاية وان هذه الرواية لا تصح وقال الذهبي رحمه الله في كتابه تاريخ الاسلام »هذا شيء لا يصح فمن الذي اطلع عليه«.

الوقفة السابعة:
حاول المتروك ان يطعن في عدالة الصحابة حيث قال »اضفاء صفة القداسة على جميع الصحابة امر يجافي طبيعة البشر... الخ« قلت الصحابة ليسوا بملائكة فهم عدول غير معصومين عن الخطأ قال تعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما..) فسماهم الله مؤمنين مع وجود الخطأ ولا يخرجهم هذا الخطأ من كونهم عدولا قال ابن عبدالبر في كتابه الاستيعاب في معرفة الاصحاب »وقد اثنى الله عز وجل عليهم ورضي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم وثناء رسوله عليه السلام ولا اعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ولا تزكية افضل من ذلك ولا تعديل اكمل منه قال تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم....) وقال تعالى (والسابقون الاولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)، وقال الامام احمد رحمه الله: »ان ما تنازع فيه علي واخوانه لا ادخل بينهم فيه، لما بينهم من الاجتهاد والتأويل الذي هم اعلم به مني وليس ذلك من مسائل العلم التي تعنيني حتى اعرف حقيقة حال كل واحد منهم وانا مأمور بالاستغفار لهم وان يكون قلبي لهم سليما ومأمورا بمحبتهم وموالاتهم ولهم من السوابق والفضائل ما لا يهدر...« مجموعة الفتاوى لابن تيمية.
والحمد لله رب العالمين

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك