'الخضاري' يتوقع هبوب رياح الانفتاح بالكويت من الجهراء والمنطقة العاشرة قريباً

زاوية الكتاب

كتب 902 مشاهدات 0


الراي

فكر وسياسة  /  ملتقى النهضة.. القبائل.. ومحاولة لإحياء الأمل!

د. سليمان الخضاري

 

لم أكن في الحقيقة على علم بإقامة ملتقى النهضة الثقافي بعد أيام في الكويت إلا بعدما ثارت ثائرة بعض نوابنا الأكارم وفتحوا نيران أسلحتهم الاعلامية عليه، وهو ما دعاني للبحث عن تفاصيل هذا الملتقى ودوافع أولئك النواب للهجوم عليه.
وقبل الخوض في نتائج بحثي عن طبيعة ذلك الملتقى، أحب الإشارة إلى أن هذه النوعية من التعامل من قبل بعض المتشددين دينيا ضد خصومهم عن طريق التشنيع عليهم في الإعلام أضحت أفضل طريقة للترويج لخصوم التيار الديني المتشدد، فكم من كتاب كان سيتم تجاهله أو نشاط ثقافي لم يلقَ التفاعل الكافي معه ثم قفزا فجأة لواجهة الأحداث بسبب تصعيد التيار الديني ضدهما، ولذا كنت على الدوام أدعو أصدقائي لعدم الجزع من هجوم المتشددين وتصعيدهم ضدنا، لأن ذلك في حقيقته سيوفر لنا أفضل الفرص الاعلامية لابراز ما عندنا!
وعودة للملتقى المذكور، فبمراجعة سريعة لأسماء المشاركين وتوجهاتهم، فإن الفرد منا ليشعر بشيء من الأمل لوجود من أخذ على عاتقه إعادة إحياء العمل الثقافي الجاد في الكويت من خلال استضافة كوكبة من الباحثين الذين يتميز عملهم بالرصانة والعمق كالدكتور غانم النجار ود. توفيق السيف ود.خالد الدخيل ود. شفيق الغبرا والباحث الشاب المتألق د. فهد المطيري، بالإضافة لإسلاميين أمثال د. مسفر القحطاني، كل هذا، يتم تحت رعاية وإشراف من الإسلامي المعروف د. سلمان العودة.
لكن ما أثار إعجابي بشدة، هو وجود كوكبة من أبناء القبائل في الكويت وعلى رأسهم صديقي «التويتري» الأستاذ سعد بن ثقل العجمي من ضمن المشاركين والقائمين على هذا الملتقى الشبابي الراقي، وسعد بالمناسبة صديقي في عالم «تويتر» الافتراضي ولم يسعنا للآن أن نتحادث هاتفيا على الأقل، وفي مشاركة سعد وأمثاله من أبناء القبائل كسر للصورة النمطية التي يحاول البعض رسمها لهم وتصويرهم كأدوات لتغذية التشدد الديني والاجتماعي، فسعد ورفاقه باتوا منبعا لفكر جميل وتوجهات أجمل تتم محاربتهم بسببها وبضراوة، وذلك لوجود حاجة لدى البعض في تحييد البعد الثقافي من ساحة الصراع الفكري والسياسي والاجتماعي في الكويت وإضفاء الطابع العرقي والمذهبي عليه لخدمة أجندات معينة، فالصراع يسهل التحكم في أدواته إذا تمت المحافظة على أبعاده الاستقطابية من ثنائيات البدو والحضر، والشيعة والسنة، ومثيلاتها.
إنني أدعي أنه، وكما يبشر بعض المسلمين في الغرب بأن إعادة الروح للتوجهات الدينية السليمة داخل المنظومة الاسلامية - سيكون منطلق الغرب زاحفا نحو الشرق، فالمثال هذا ينطبق على إعادة الاعتبار للتوجهات المدنية والمتسامحة وثقافة الانفتاح هنا في الكويت، والتي أزعم أن رياحها ستهب قريبا وبعد مخاض عسير من الجهراء والمنطقة العاشرة.. 
فهل يصدق توقعي؟ 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك