تكنولوجيا زراعية توفر 80 % من المياه والأسمدة .. بقلم سيميون كير
الاقتصاد الآنمارس 22, 2012, 2:34 ص 1681 مشاهدات 0
ركزت صفقات الأسهم الخاصة في الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة على بيع مزيد من الهمبرجر والمشروبات الغازية إلى سكان الخليج المهووسين بالوجبات السريعة.
لذا فإن إحدى شركات رأس المال المغامر في دبي التي تسعى لإدخال تكنولوجيا الزراعة دون تربة، والتي تعد بتقديم وفورات في الماء تصل إلى 90 في المائة – ومن الممكن أن تجعل الزراعة الصحراوية مجدية – لديها وقع جديد.
تهدف شركة أجريسل Agricel التي أسسها الرأسماليان المغامران، يالمان خان وكونال وادواني، إلى تسويق بحوث البروفيسور يويتشي موري، من جامعة واسيدا في اليابان، الذي يقول إن التكنولوجيا التي ابتكرها قد تزيد المحاصيل الغذائية بنسبة 50 في المائة.
وفي موطن البروفيسور موري، تجرى نحو 180 مزرعة تجارب لتسويق التكنولوجيا التي تمكّن المزارعين من تخفيض استهلاك المياه بنسبة 90 في المائة وتخفيض استخدام الأسمدة بنسبة 80 في المائة.
ويقول وادواني الذي يشير إلى أن العائد على الاستثمار يبلغ 40-70 في المائة: ''المصرفيون يتركون التمويل ويؤسسون مزارع للمرة الأولى. فهم يرون الفرصة التي يوفرها ذلك''.
وبما أن ندرة المياه تهدد ملايين الأشخاص سنويا ''ستتمكن أجريسل من ضمان استخدام الموارد بأكثر الطرق كفاءة''، كما يقول عمر غباش، سفير الإمارات إلى روسيا، الذي يترأس الشركة.
ولدى أجريسل خطان للإنتاج، كلاهما ''يعزز امتصاص المياه''، ويستخدم تقنيات مرتبطة بإنتاج الحفاظات لصنع مواد مثل الإسفنج الذي يمتص المياه ويسمح للبذور بالتجذر. ويمكن للمزارعين زراعة المنتجات على أوراق من طبقة من الجل المائي، أو زيادة احتباس الماء عن طريق رش مركب كيماوي على التربة التقليدية.
وقد تم إجراء تجارب في الشارقة عام 2009 تم خلالها إنتاج طماطم في منطقة صحراوية باستخدام البيوت الخضراء وكان المحصول وفيرا وذا جودة عالية.
وستكون الحكومات حريصة على المشاركة في المشروع، إذا كانت المنتجات توفر زيادات في الغلة على نطاق تجاري، خاصة في الخليج الذي يفتقر إلى المياه.
ويقول وادواني: ''أظهرت صناديق الثروة السيادية اهتماماً بنا لأنه يمكننا أن نساعد على إنشاء سوق للأغذية مع استخدام قدر أقل بكثير من المياه، لكنها ستشارك كذلك من أجل زيادة هذا بالتدريج. فهي لا تعمل على نطاق رأس المال الاستثماري''.
وتقود حكومات السعودية وقطر وأبو ظبي الغنية بالنفط، الطريق في مجال الأمن الغذائي، إدراكاً منها لخطر تقلبات السوق العالمية للأغذية الذي يتهدد سكانها الذين يتزايدون بسرعة.
ومع كون الخليج يستورد 90 في المائة من الأغذية التي يستهلكها، تشتري الحكومات مساحات شاسعة من الأراضي في مختلف أنحاء إفريقيا وآسيا لتخفيف المخاطر المرتبطة بالاعتماد على الاستيراد.
وتقول الشركة التي تم تأسيسها قبل عامين، إن منتجاتها ''ستغير بشكل جذري الطريقة التي يتم بها تنفيذ الزراعة للأبد''. وإذا كانت هذه التكنولوجيا ثورية كما تزعم أجريسل، فقد تمنح إمكاناتها منتجات الشركة ملامح استراتيجية.
ويقول خان: ''نعتقد أن هذه التكنولوجيا ستغير قواعد اللعبة، لكن هذه المنتجات ليست سوى مكون واحد في السوق الأوسع - نحن فقط نحاول فعل الخير''. وهو يتفاوض على صفقات توزيع في تسع دول في الخليج وجنوب آسيا.
وبعد الانتهاء من ثلاث جولات من التمويل بقيمة خمسة ملايين دولار، لدى مكتب أجريسل في المنطقة الحرة في دبي صفوف من الخس تنمو على أوراق من الجل المائي على المكاتب، مع وجود أضواء تساعد على ظهور البراعم.
وتنمو الطماطم الصغيرة في زاوية الغرفة، حيث تقدم معنى جديداً لإنتاجية المكاتب في منطقة بدأت للتو التعامل مع الآثار الاستراتيجية للأمن الغذائي والمائي.
تعليقات