هناك من يريد تدمير ضفتا الخليج العربي المسلم والمسالم.. كمال الخرس محذراً

زاوية الكتاب

كتب 1177 مشاهدات 0


الراي

كلمة صدق  /  الحرب ليست لعبة

كمال علي الخرس

 

الحكيم لا يرتكب اي حماقة مهما تكن صغيرة». الألماني يوهان غوته 
«لن نرضى بأن تحصل إيران على سلاح نووي... في هذه المرحلة اعتقد أنه لدينا فرصة بأنه لا يزال من الممكن حل هذه المسألة ديبلوماسيا». ذلك كان حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما حول الملف النووي الإيراني. وفي رده أيضا على منتقديه من الجمهوريين الذين اتهمهم بقرع طبول الحرب قال «انهم لا يتحملون المسؤولية، ليسوا القائد الأعلى وهذه ليست لعبة».

هذه ليست لعبة، هذه كلمات لرئيس أميركا العدو اللدود لايران. آلاف من الأميال بعيدة هي عن منطقة الخليج والشرق الأوسط إلا انها لا ترى الحرب لعبة وتكاليفها البشرية والمادية باهظة، أميركا مترابطة بشكل كبير مع إسرائيل، إسرائيل في قلب الحدث، في قلب المنطقة هي تحرض على الحرب دوما، والجمهوريون في سنة الانتخابات يبزون الديموقراطيين في دفاعهم عن إسرائيل. إسرائيل قلقة كدولة قائمة على الاحتلال فهي تحسب كل صيحة عليها، كانت قليلة الكلام كثيرة الفعل لا تهدد بل تضرب ويسمع دوي مدافعها قبل بياناتها العسكرية. الآن تعرف إسرائيل قبل أميركا أن الحرب ليست لعبة لذلك على غير عادتها تهدد وتهدد مع تردد كبير في الدخول في حرب غير مضمونة النتائج ولا يعرف مدى تداعياتها. 

وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان المعروف بتصريحاته المتطرفة يهدد بأن «إسرائيل تحتفظ بجميع الخيارات على الطاولة» في إشارة إلى الخيار العسكري، رئيس البرلمان الإيراني يتهم إسرائيل بانعدام الشجاعة ويصفها بأنها «تشبه الكلاب التي تنبح، وليست لديها الشجاعة للإقدام على شن هجوم ضد إيران.»

ليبرمان يحاول جر دول الخليج العربية في مواجهة تدمر أعداء إسرائيل من عرب وعجم ويقول « إذا نشبت الليلة حرب مع إيران، لا قدر الله، فسيكون الجميع بداخلها ولا سيما دول الخليج...». ويصف ليبرمان بقلق هذه الحرب بأنها ستكون «كابوسا عالميا».

على مدى قرون أو أكثر لم تصطدم ضفتا الخليج المسلم والمسالم، الآن هناك من يريد تدمير هذه المنطقة وتدمير تاريخها المشترك، فعلى دول الخليج أن تبعد هذا الكابوس عن رؤوس ابنائها، وليقع هذا الكابوس على إسرائيل وحدها، حتى أميركا حاليا لا تحبذ الحرب وتعتبرها خطرا وليست لعبة وهي البلد القارة البعيدة عن منطقة الشرق الأوسط.

أما دول الخليج العربية فهي ليست قريبة من المنطقة، بل هي في المنطقة نفسها هي في قارب واحد مع إيران وإن ابى البعض ذلك، فالعقل يقضي في أبعاد دول الخليج العربية عن هذه المواجهة المحتملة، وأفضل من ذلك الاستفادة من العلاقة السياسية الجيدة التي تربط دول الخليج بالغرب، والاستفادة من روابط الدين والجغرافيا والدم مع إيران والتداخل التاريخي والثقافي. لتكن دول الخليج العربية عنصر وسط ووساطة تمنع إشعال المنطقة بحرب جديدة مدمرة، هي لن تكون بالتأكيد كسابقاتها وقد تكون كارثة على الجميع و«كابوسا عالميا».

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك