'نحن قطيع عميان يسوقنا هتافة التهريج'.. مبارك صنيدح منتقداً

الوطن

فيض المشاعر  /  مين دهورنا..!

مبارك صنيدح

 

يجب ان نتوقف عند هذا السؤال طويلاً لأنه في الاجابة عليه قد نتلمس طريق الخلاص ونبدأ خطوات الاصلاح.. ولكن قبل ذلك علينا ان نتخلص من عقلية الرثاء ودرامية الحزن والتباكي على الأطلال ونتجرع حليب سباع حتى الثمالة ونخلع عن كاهلنا عباءة الخوف السياسي ونسترد (العُقل) جمع عقال والتي رميناها في الندوات ووضعناها على رؤوس النواب ونضعها على رؤوسنا حتى نستطيع التفكير بتجرد بعيداً عن هوس العنتريات وهاجس ردود الافعال وزخم الحملة المضادة المتوقعة في زمن الكل يسعى جاهداً لإقصاء الرأي المخالف.

امام سعال برغوث وخيط عنكبوت وزحف أفعى وخفاش يكره الضوء فان الصمت حرف لايخط ولا يقال وكم ماتت على شفتي الجبن حروف الاصلاح ونحن امام جسد وطن مابقي موضع الا وفيه طعنة سيف وشكة رمح وغرزة خنجر مسموم بأيدي أبنائه.. ونحن قطيع عميان يسوقنا هتافة التهريج وما منا رجل رشيد.

لا وقت تبقى وعلى الجميع ان ينادي بأعلى صوته (يا سارية الجبل) ويستنفر الجميع على قلب رجل واحد (قربا مربط النعامة مني) فلن ننتظر حتى يأتينا غراب قابيل يبحث في الارض حتى يعلمنا كيف نواري هابيل من افتراسنا لبعض.

مين دهورنا بكوادر غير عادلة واضرابات شلت البلد.. ومظاهرات (بدون).. وتعد سافر ممنهج على القبائل ورموزها تجاوز الحدود وهم لايزالون قابضين على الجمر لدرء الفتنة.. والقانون مشنوق يتأرجح تحت ضغط المحسوبيات والترضيات.

مين دهورنا غير حكومات ضعيفة متتابعة تغرق في شبر ماء وتهرب من صفير صافرِ ومجلس أمه تحول الى معوق للتنمية بصراعاته وتعسف في استخدام ادواته الدستورية وعينه على أصوات الناخبين ودخل بينهم صراع ابناء من الاسرة وطبّل لها اعلام فاسد يزرع الفتنة ثم يقول على المتضرر اللجوء الى القضاء.

مين دهورنا حديثها يطول ولكنها تحتاج الى مؤتمر عام تتداعى له مؤسسات المجتمع المدني والخبرات السياسية والعلمية والقوى السياسية والكتل النيابية والمجاميع الشبابية لاصلاح سياسي شامل يعالج الثغرات ويرسم للاستقرار السياسي في المستقبل قبل فوات الآوان.