'سيئ وغير مدروس'.. فيصل الزامل معلقاً على تعامل الحكومة مع الإضرابات

زاوية الكتاب

كتب 616 مشاهدات 0


الأنباء

كلام مباشر  /  فساد الرأي مستمر.. المنهج لم يتغير

فيصل الزامل

 

على مدى سنوات كانت المناكفة وسيلة البعض لإثبات عجز الطرف الآخر عن إدارة الدولة، وقد نجح هذا الأسلوب في إقناع شريحة من الناس بأن الحل هو في نجاح هذا البعض، والشيء غير المفهوم هو أن «هذا البعض» لم يستوعب ان المناكفة هي سلاح خصمه (الأقلية) كونه هو الذي يملك الأغلبية، ومع ذلك تراه يهيّج النقابات ويساعد خصمه ضد نفسه في ذكاء غير طبيعي (...) حتى أثبت ـ طواعية ـ أنه عاجز عن إحداث التغيير الذي وعد الناس به، وزاد بأن وضع النقابات وجها لوجه أمام كل بيت في الكويت.

لقد تم في تلك المناكفة استخدام لغة الغرائز، فمضاعفة الرواتب عدة مرات «ما تنعاف»، وبدلا من الألف دينار.. ألفان وثلاثة وأربعة، فالفرد العادي لا يقيس مؤشرات التضخم التي تأخذ باليمين ما جادت به خزينة الدولة بالشمال، خصوصا مع المعالجة السيئة حكوميا، والتي بدأت بتغيير رواتب العاملين في الجامعة تلاها القطاع النفطي في متوالية غير مدروسة، فلا يحتاج تحقيق تلك الزيادات إلا الى حملة اعلامية (ندوات واعتصامات وتعليق أعلام.. الخ) ثم خضوع وزير لا يملك صلاحية الزيادة فيمنح وعودا لشيء ليس من صلاحيته، بل ويقول في نفس جلسة الوعود.. «ترى هذا ليس من صلاحياتي.. ولكن سوف أحاول».

لقد كرت المسبحة ورأينا الفوضى في أسوأ أشكالها، موظفو المرور المسؤولون عن تجديد دفاتر السيارات يخرجون الى طابور السيارات الطويل قائلين: «إضراب... إضراب... رجعوا قري»، وحتى السفن الضخمة يطلب منها أن تتحول الى الموانئ المجاورة والطائرات والشاحنات في عبثيـة لا تجـــوز شـــرعا ولا قانونا، فالموظف لم يظلم فـي حقوقه التعاقدية، ومن حقه التعبير عن رأيه بغير إخلال بتلك العقود، وفي بقية الدول يضع الموظف شارة على ساعده، أو يعلق علامة بأنه في «حالة إضراب» بغير إضرار بمصالح الناس.

إذا جمعت هذه السلوكية الغريبة من «البعض» مع تكراره الدفع نحو إلغاء مشاريع البنية الأساسية، رغم اقتناع زملائه بسلامة الإجراءات وقانونية الخطوات ـ في مشروع محطة الزور الشمالية ـ فستتوصل إلى أنك «يا بوزيد ما غزيت»، وان غرامة الملياري دولار التي حمّلنا إياها لإلغاء عقد الداو ما هي إلا دفعة على الحساب لما يجب أن يتحمله هذا الشعب الذي يستحق منه شيئا أفضل، بعد ان غض الطرف عن جميع تلك التصرفات، ومع ذلك يدفعه دفعا لتحمل شماتة «خبز خبزتيه.. يا الرفلة اكليه»، بكل أسف.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك