علي البغلي يرى أنه لولا روح النكتة لفقعت مرارة نصف المصريين

زاوية الكتاب

كتب 738 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  انتخابات الرئاسة والمرارة المفقوعة

علي أحمد البغلي

 

إخواننا المصريون يظهر أنهم يحتالون على صعوبة معيشتهم بالنوادر والنكت، ولولا هذه الروح الساخرة «لطقوا وماتوا»، لا سمح الله.

الانتخابات الرئاسية التي تجري للمرة الأولى في مصر بعد انتهاء استفتاءات وانتخابات الـ %99.9 وما شابهها، هي انتخابات تتميز بحراك خفيف الدم، وهو حراك يخفف من حدة طرح وصرامة أشكال حكام مصر الجدد (عن طريق صناديق الانتخاب) من إخوان وسلف!

الزميلة أمينة خيري كتبت تحقيقاً شيقاً في «الحياة» السعودية عن الانتخابات الرئاسية، أوردت فيه أول مظاهر للانتخابات الرئاسية المصرية هو كثرة عدد المرشحين فيها، فالكل يحلم بالرئاسة لأسباب خاصة به، ولذلك فعندما فُتح باب الترشيح رأت الجماهير طوابير طويلة تقف أمام مقر الترشيح، اعتقد المارة أنها طوابير لناخبين، فتعالت الضحكات، حيث إن عدد المرشحين الذين سحبوا ملفات الترشيح بلغ 209 مرشحين! ذلك أن أغلبية المرشحين يعتقدون أنهم يتقدمون لوظيفة لتحقيق دخل معقول. تخلص المصريون من ظاهرة الرئيس «المزمن» ليجدوا أنفسهم أمام الرئيس «الصدفة»، فمن يعلم يوماً، تستطرد أمينة خيري في القول، «أننا قد نستيقظ يوماً لنجد الواد بلية سائق التوك توك، أو الأسطى حسين الميكانيكي أو فتاة استعراضية رئيسة لمصر!» وفعلاً فقد حوت قائمة من ترشح حتى الاثنين الماضي «فني إصلاح سيارات، وحكم كرة قدم، وباحث فضاء، وفنانة»!

بعض نشطاء الإنترنت المصريين شنّوا حملة قبل أيام للمطالبة بترشيح الراقصة «هياتم» للرئاسة، والبعض توقع أن تستغني مصر عن المعونة الأجنبية بالنقوط! وفريق صار على خطى الرئيس أوباما في حملته الرئاسية الأولى عندما تبنى شعار «يس شي كان»!

هناك مرشح اسمه «صاصا» الميكانيكي الذي بدأ حملة دعايته منذ أشهر، ويشتهر بالبراعة اللغوية التي فتحت له أبواب الشهرة، ووضع لافتات انتخابية مثيرة للانتباه تقول «لو كانت الرياسة بالسن... فاضل على الأربعين شهور، وإن كانت الجنسية صعيدي من مواليد دمنهور، وإن كان التعليم صاصا مخترع مشهور، وإن كان الثقافة سياسي وفاهم الدور، ما تقولش مين يكون الريس صاصا برنامجه كويس».

هناك مرشحون كبار في السن تتراوح أعمارهم بين 73 و75، مما دفع البعض إلى المطالبة بتطبيق قوانين انتهاء الصلاحية على الانتخابات الرئاسية، التي تدين بالفضل في خروجها إلى النور لثورة الشباب وبأفكار الشباب!

هناك تسمية الرئيس «التشاركي» والرئيس «التوافقي» التي أطلقت على الرئيس السابق مبارك، لأن الشعب توافق على رفضه! أو أن كل جماعة توافقت على رئيس توافقي، مما يعني مئات الرؤساء.

ولله درك يا شعب مصر، كم من المضحكات المبكيات تجري على أرضك، ولولا روح النكتة والفكاهة لفقعت مرارة نصف المصريين، مثل مراراتنا المفقوعة من مخرجات انتخابات 2012! وما يجري من أحداث جسام في مجلس أمة أغلبية انتخابات فبراير الماضي!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك