لأن الصراع الطائفي على وشك البروز، والعلاقة بين الحكومة والمجلس نحو التصعيد، والبلد تحولت إلى 'سوق صفافير' ..محمد عبدالقادر الجاسم يطالب باستقالة الحكومة
زاوية الكتابكتب فبراير 28, 2008, منتصف الليل 979 مشاهدات 0
استقالة الحكومة مطلوبة!
كتب محمد عبدالقادر الجاسم
وضع الكويت خلال الأيام الماضية أشبه بسوق «الصفافير» حيث يرتفع الضجيج من دون ضابط لإيقاع العمل. كانت الكويت، وأخشى أن تستمر هذه الحالة، تعيش في فراغ كبير. فراغ في السلطة رغم وجودها، وفراغ في منطقة القرار رغم الحاجة إليه، وفراغ في منطقة القيم والمبادئ الأساسية. لقد انكشفت الدولة فشهدنا نموذجا مصغرا لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في المستقبل القريب!
إن الوضع في الكويت غير مريح على الإطلاق.. فنحن نمر في فترة خطرة جدا فيها الكثير من «روح الانتقام»، كما ظهر فيها التأثير السلبي لمركزية القرار. وإذا كانت الأيام المقبلة ستحمل مواجهات عدة داخل مجلس الأمة وخارجه، فإنني أجزم أن الحكومة الحالية غير قادرة على عمل شيء، وسوف«تفلت» الأمور أكثر وأكثر خاصة مع انكشاف مقدار اضطراب القرار. إن الوضع الحالي وما ستجره علينا الأيام المقبلة يتطلب وجود حكومة قوية قادرة على صنع المبادرات وقادرة على التحكم في الخيوط الرئيسية للحركة السياسية في المجتمع.. حكومة قادرة على وقف الفوضى ومنع المزيد منها. ومع الأسف فإن حكومتنا الحالية تفتقد أي رؤى استراتيجية، وتغيب عنها القدرة على التوقع. لقد ثبت بما لايدع مجالا للشك أن القضايا التي أثيرت مؤخرا تفوق قدرة الحكومة على التصرف، وهي حكومة غير صالحة لإدارة الدولة على ضوء المستجدات الخطيرة التي يمر بها المجتمع الكويتي اليوم.
إن الصراع الطائفي على وشك البروز، والعلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة تتجه نحو التصعيد، لذلك فإنني اقترح أن تبادر الحكومة إلى تقديم استقالتها فورا وقبل استفحال الفوضى، وأتمنى أن يتجه الحكم نحو تشكيل حكومة جديدة قادرة على منع تفشي الفوضى المتوقعة.. حكومة قادرة على مسك زمام المبادرة.. حكومة تعين الحكم على صيانة الوحدة الوطنية.. حكومة تملك القدرة على التصرف الذاتي في الوقت المناسب من دون حيرة ومن دون انتظار الأوامر.
إنني لا أبالغ حين أقول أن البلاد تتجه نحو فوضى، ولست هنا بصدد تحميل الحكومة الحالية المسؤولية، لكنني وبدافع الحرص على بقاء الأمور تحت السيطرة وتجنيب البلاد مساوئ فراغ القرار وفراغ السلطة، وبهدف الحفاظ على ما تبقى من هيبة الدولة، أدعو الحكومة إلى الاستقالة، وأدعو الحكم إلى الانتباه إلى خطورة الفراغ!
تعليقات