من يلوم احمد لاري او عدنان عبد الصمد او حتى الطبطبائي ان تعصب للسيد او للشيخ او للامام؟..مقطع من مقالة عبداللطيف الدعيج، منتقدا الخطاب الديني ، ومطالبا بتغيير شعار الدولة
زاوية الكتابكتب فبراير 27, 2008, منتصف الليل 666 مشاهدات 0
يا زارع الحنظل
بقلم: عبداللطيف الدعيج
النائب الطبطبائي الذي وصف بيان زميليه بانه «عذر اقبح من ذنب» جسد هذا القول وهو يحاول تبرير «تثمينه» لبن لادن حيث قال اردت «ان ألين له الرأي حتى يسمع ويسمع أنصاره وأنصح بن لادن ان يعود عن منهجه». ــ «الراي» يوم امس ــ.. عجيب.. تلين القول لبن لادن وتنصحه بينما تقسو على زميليك وتخشن معهما؟ ولماذا..؟! وهل دماء الايوبي تختلف عن دماء الايوب، بل هل نزف العنزي والكندري ومن غرر بهم تنظيم القاعدة وتفتقدهم امهاتهم اليوم، هل نزف هؤلاء ماء بينما نزف شهداء الجابرية دما.. ام ان من تقتلهم القاعدة كفار ويستحقون ما حل بهم، كويتيين وغير كويتيين، ومن قتلهم عماد مغنية مؤمنون ومسالمون ومواطنون كويتيون نحن مطالبون الى يوم القيامة بالثأر لهم؟.. ولماذا يا سيد تغفر للشيخ بن لادن وهو حي لا يزال يعيث واتباعه في الارض فسادا بينما تحرن وتتعنت، ليس لتناسي جرم عماد مغنية الذي قضى، بل في الغفران لزميلين أبَّناه..؟! تناقض لا يمكن رده الا للتطرف والتعصب اللذين نشأ وترعرع عليهما النائب الطبطبائي.
حقيقة.. ليس النائب الطبطبائي الوحيد الذي ترعرع على هذا التطرف والتعصب.. فنحن جميعا نشأنا وتربينا بحكم تخلفنا الاجتماعي والسياسي على ذلك.. لدينا متعصبون دينيون ولدينا متعصبون قوميون، ولدينا مثل عدنان عبد الصمد من جمع الاثنين.. عدنان عبد الصمد مثل احمد لاري معني باستعادة فلسطين ومعني بتطبيق الشريعة الاسلامية وفق ما تلقنه وتحفظه، اليست حياتنا و«تربيتنا» التي تريد فرضها الحكومة على المدارس الخاصة هذه الايام حفظ..في حفظ.. في حفظ..
من يلوم احمد لاري او عدنان عبد الصمد او حتى الطبطبائي ان تعصب للسيد او للشيخ او للامام؟ في سبيل فلسطين استرخص العرب، مجمل العرب، استرخصوا الكويت. وفي سبيل فلسطين او القدس يسترخص عدنان عبدالصمد دماء الايوب، وفي سبيل القضية ذاتها يسترخص ابن عمه وليد الطبطبائي دماء الايوبي. نحن من رباهم وحكومتنا من لا تزال تجذر فيهم وتؤكد هذا التطرف..
مشكلتنا خصوصا في الكويت ان لدينا ازدواجية، الولاء الديني والولاء الوطني، وبشكل اقل الولاء القومي والولاء الوطني. والولاء الديني مع الاسف تحول بفضل الصحوة الدينية ــ الله لا يبارك فيها ــ الى ولاء مذهبي يتصارع فيه السنة مع الشيعة، ويتسابق فيه مؤيدو قندهار للطعن في محبي النجف او قم والعكس تماما صحيح.
احباب قندهار او من يطلقون على انفسهم «ثوابت الامة» كانوا اول من استجاب للحملة الظالمة ضد التكتل الشعبي وضد عضويه الشيعيين.. واحباب قندهار هم اول من ايد ودافع وجمع التبرعات لارهابيي الفلوجة، جهارا ونهارا.. ترى لو انتصر مجانين الفلوجة وارهابيوها ماذا كان سيحدث لنا في الكويت..؟! كانت الكويت ولا تزال في حالة حرب مع نظام صدام حسين ومع الجماعات الارهابية التي تقاتل لاستمرار نهجه او لاستعادة ما غرب من سطوته، واي دعم لهذه الجماعات هو خيانة وطنية وهو تعد على مصالح الكويت وامنها.. لكن الجماعة شغالين و«ما بإذنهم ماي» فهم «سنة».. وهم اتباع الصحوة ــ الله لا يبارك فيها ــ ولا جهاز الامن الوطني ولا رئيسه الذي اعلن انه سيستدعي اعضاء حزب الله قادر او حتى لديه نية في ان يمس شعرة منهم.. اطفال قندهار.. آخر زمن صاروا يطعنون بالمواطنين الكويتيين ويتطاولون على نواب الامة.
نحن، قصدي حكومتنا وسلطتنا تربيان الناس على الشعار الثابت، الله.. الوطن.. الامير.. الله اولا.. الله يعني الدين.. والدين يعني المذهب.. والمذهب يعني المرجعية.. كلنا كويتيون صحيح، ولكن الاغلبية لهم مرجعيات مختلفة ومتعددة ومع الاسف لا تمت للكويت بصلة.. ناس مرجعيتهم مكة وناس مرجعيتهم الازهر وناس مرجعيتهم قم والنجف.. والى وقت قريب كان لدينا من مرجعيته قندهار ..والقلة القليلة ولنعترف مرجعيتها قصر السيف.
في بداية السبعينات.. طرحت وزارة الصحة مشروع انشاء بنك للعيون.. قامت قيامة المتدينين.. نفس المجموعة اياها، التي عارضت تطبيب الاميركان وتعليم البنات والتي عارضت تصويت المرأة، وتعارض هذه الايام الاختلاط.. عارضوا انشاء بنك للعيون.. وقامت مجموعة من اعضاء مجلس الامة باستفتاء الشيخ عبد العزيز بن باز. لا اتذكر رد بن باز او فتواه ولكني اتذكر انني كتبت في «السياسة» في ذلك الوقت مستنكرا لجوء نواب الامة الى جهة «خارجية» في التشريع. بلا حياء استفتى نواب الامة الكويتية عبد العزيز بن باز، رغم اعتراضنا على الاستفتاء اصلا فانه جرى وبوجود الشيخ يوسف بن عيسى والشيخ عبد الله النوري وغيرهما ممن يسمى باهل العلم في الكويت في ذلك الوقت، لكن البعض اصر على ان تكون مرجعيته خارجية. تماما كما يعيب «فروخ قندهار» اليوم على بعض الشيعة في ان مرجعيتهم قم او النجف او الخميني. ولكن المفاجأة طبعا، او بالاحرى الواقع وليست مفاجأة على الاطلاق، ان الامر هنا حلال بلال على «السنة»..وعلنا وعلى عينك يا كويتي.. وعادي!
اطرف من يعاني من هذه الازدواجية ــ واشعر بالتعاطف معه ــ النائب مسلم البراك. فالنائب مسلم البراك حرب ضروس على دول الضد، ولديه ثأر مع اليمن والاردن، ولديه ثأر مركب مع الفلسطينيين. لكن لا يتم التداعي لنصرة القدس او فلسطين الا وكان مسلم في المقدمة يطالب الكويت بان تدفع وان تفتح خزائنها لمساعدة المجاهدين الفلسطينيين.. يريد الغاء الصندوق الكويتي للتنمية لكن ليس لديه مانع من تجيير المائة مليار برميل لتحرير فلسطين..! طبعا النائب مسلم البراك عينة عشوائية، فالكل او الكثيرون هنا لديهم هذه الازدواجية، ولكني اخترت النائب البراك بسبب موقفه الحاد من دول الضد.
ان الخلاص او الحد من ظاهرة الانتماءات او الولاءات الخارجية التي يتقاذف تهمها البعض لن يتم الا عبر ليس اذكاء الولاء الوطني بل عبر التخلي عن مظاهر الالتزام والاحتضان الرسمي للدين والتدين. اليوم على ما يقال «حاطين في بطنا بطيخة صيفي» لان مرجعية الاغلبية مكة.. لكن ماذا لو اصبحت بالفعل بشاور او قندهار..؟!
شعار: الله.. الوطن.. الامير. يجب ان يلغى، فهو ليس شعارا عصريا ولا يتناسب والدول المدنية، ويجب ان يبقى الشعار الوطن. والتربية الاساسية والوحيدة تربية وطنية خالصة.. عندها.. وعندها فقط من الممكن ان نستغرب ومن الممكن ان نلوم وان نحتج على من يضع له مرجعية غير مرجعية قصر السيف.
تعليقات