الجو السياسي بوجه عام غباء.. جعفر رجب ساخراً

زاوية الكتاب

كتب 914 مشاهدات 0


الراى

تحت الحزام  /  نوط للغبار وللغباء

جعفر رجب

 

الجو العام غبار، والجو السياسي بوجه عام غباء... 
وكما ان الغبار في بلادي يأتي بألوان متعددة، كذلك الغباء ألوان... 
الغبار في بلادي قد يأتي بلون «البيج»، والغباء قد يأتي بمطالب بتغيير مواد الدستور التي لا علاقة لها بهموم المواطن، ولا علاقة لها بمزيد من الحريات، ولا مزيد من المشاركة الشعبية، بل لها علاقة بعبقرية النائب الدستورية، وغبائه التشريعي، الذي ينتقي المواد التي سيغيرها على طريقة اسحب واربح!
الغبار قد يأتي بلون برتقالي فاتح، والغباء قد يأتي على شكل تصريحات عنترية، يحارب فيها نوابنا طواحين الهواء حول العالم، راكبين الحمير وحاملين الميكرفونات، يهددون جيوش العالم، مرة يقاتلون في بنغازي، ومرة في الكونغو، ومرة في موسكو... يحاربون كل فاسد وطاغية، الا الفساد في بلادنا الملوث بغبار التجاوزات على القانون، تحت سمع ونظر النواب الموالين الجدد المتحالفين مع المفسدين الجدد... ولكل زمان دولة وفساد!
الغبار ألوان، قد يأتي بلون برتقالي فاقع، وقد يأتي الغباء على شكل حملات التبرعات، والتي ذكرتنا بحملات اعادة اعمار الفاو في نهاية الثمانينات، وذهبت الى جيب الرئيس القائد حامي البوابة وأسرته... تبرعات بالملايين، والى الان لا احد يعرف أين ذهبت غالبية - ولن اقول كل حتى لا يزعل البعض- التبرعات، وفي اي مجال صرفت، وان كانت صرفت في السلاح والمتفجرات فهو غباء مضاعف، على من يخرج من لقمة أبنائه، ويعطيها لمن يريد قتل الاخرين بسبب صراع سياسي!

الغبار في الكويت قد يأتي بلون وردي، والغباء في البلد قد يأتي باضرابات غريبة، ومطالبات اغرب من موظفين بعضهم لا تتعدى شهادته المتوسطة، ولكنه يريد ان يقبض كدكتور جراح، ونواب الغالبية في المجلس، والذين يستطيعون تمرير اي قانون، والذين يستطيعون تقديم قوانين بكوادر لجميع الادارات والمؤسسات في البلد ويقرونها في شهر واحد فقط، يمثلون دور العمال المسحوقين ويطالبون بالاضراب، والنقابات بدلا من ان تحاسب النواب على تخاذلهم رغم غالبيتهم، يحاولون لي يد الحكومة بالاضرار بمصالح الناس، غباء من بعض من في الغالبية يتصرفون كأقلية، ومن نقابات مازالت تصدق نواب المفرقعات الصوتية!

الغبار ألوان، قد يأتي بلون اسود، غبارنا وكيفنا، ونختار له اللون المناسب متماشين مع موضة الألوان، وموضة الغباء، وأطرفهم، من يمارس الغباء بكل ذكاء، ويقنعنا بذكاء غبائه، ويريد ان يقنعنا بأن مركب الإصلاح والتنمية والحريات يسير بأقصى سرعته، بينما هو «طابع» بقعر الخليج بسبب طمع أبنائه...!
سعادة المشير، يا أذكى المخلوقات وأشجعها، احضر فورا، وعلق على صدورنا نوطا للغباء، فنحن نستحق!

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك