مجتمع الكويت كما يراه د. ناجي الزيد 'اتكالي'

زاوية الكتاب

كتب 858 مشاهدات 0


القبس

الله بالخير والنور  /  الطالب وليس النفط

د. ناجي سعود الزيد

 

بالأمس تكلمنا عن المدرس، واليوم نكتب عن الطالب. الطالب، مع الأسف، ضحية المجتمع أكثر مما هو ضحية للتعليم، على الرغم من سطحية التعليم. وعلى فكرة، المناهج ليست الأمر الأساس فهي موضوعة وفقاً لأسس دولية، خصوصاً مناهج العلوم والرياضيات، ولكنها تدرس معظم الأحيان باهمال وسطحية. ونحن هنا لا نعمم، ولكن النتائج لا تبشر بالخير.. اما الطالب فإنه، ولعدم جدية المدرس وأسلوبه، تجده فشل في التعامل مع معطيات ومضامين أهداف المنهج. لذلك، نرى البعض من المدرسين والطلاب المتلقين للعلم ومع روتين الدراسة والتدريس يبتعدون عن أهداف المنهج ومضامينه. ثم ان الطالب لا يلام فكل احتياجاته متوافرة حتى المتطرف منها مثل التدخين في سن مبكرة وأمام المدرسين والهروب من المدرسة والتعامل مع المدرسين بفوقية وغرور، وتدخل أولياء الأمور، وهذا شجعه على تهميش الدراسة والتمسك بالأمور السطحية.

الكويت، كما ذكرنا يوم أمس، مجتمع اتكالي، وبناء على ذلك طلابنا اتكاليون «خ.لْقةْ». لذلك، يجب القضاء على تلك الاتكالية من الجذور وليس محاولة إصلاحها برتوش في نهاية الطريق. فلتعد المدرسة كمكان يتعلم فيه الطالب ليس العلم فقط، بل الالتزام والأدب والأخلاق، ولتكن المدرسة مكاناً يتميز بالصرامة الأدبية وبعقل متفتح وليس بالاعتداء البدني من دون سبب كما يحدث أحياناً. كما ان المدرسة يجب أن يكون لها دور أكبر في حث أولياء الأمور على متابعة ابنائهم دورياً من دون توبيخ بل بأسلوب يدعو الى تعاون المدرسة وأولياء الأمور. لعل وعسى ان يكون الدوران مكملين لبعضهما البعض، فأولياء الأمور يلومون المدارس على تسيب ابنائهم والمدرسة تلوم أولياء الأمور على ذلك، وغالباً في الوضع الحالي ما ينتهي الجميع الى اهمال الأمر حتى لا يصل الى شكاوى رسمية من الجانبين تنتهي بواسطة للحل.. لا واسطة في قضية مهمة مثل التعليم الجاد، فالتعليم هو أساس تقدم الأمم ومن دون تعليم جاد ننتهي بشباب غير منتج، بل يقف عائقاً أمام الإنتاج. وهذا بالضبط ما تعانيه الدولة، وهذا أمر على الأقل في البداية يتطلب الحزم والجدية ليكون أمراً واقعاً في القادم من السنين.

المهم في أي نظام تعليمي ان يكون مواكباً لطرق التدريس المتقدمة التي تتناغم مع احتياجات الكويت الحالية والمستقبلية، وكذلك في عدم التراخي في قضايا الدور الذي يجب ان يلعبه المجتمع في استقامة الطلبة والحرص على سلوكياتهم، فهم أبرياء وما يحدث منهم من سلوكيات هو نتاج التراخي معهم ليس من إدارات المدارس، بل أيضاً من الأسر أنفسها، علنّا نفهم كلنا وقبلنا المسؤولون بأن ثروة الكويت هي الطالب وليس النفط.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك