متى يتحرر قرارنا الاقتصادي من زاعقي أغلبية مجلس 3 فبراير.. البغلي متسائلاً
زاوية الكتابكتب مارس 18, 2012, 1:26 ص 968 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / الاقتصاد آخر هموم أغلبية مجلس 3 فبراير!
على أحمد البغلى
عباقرة التشريع الجدد من أغلبية مجلس فبراير 2012 شرقوا وغربوا بالأولويات، وأغلبها ما أنزل الله بها من سلطان، ومن فئة «أهو ده اللي مش ممكن أبداً»، وكان طرح البعض منهم من باب «إبراء الذمة»، والبعض الآخر من أجل «الشحاطة»، أي التباهي والاستعراض!
أحد من مشرّعينا المخضرمين والجدد لم يتكلم عن أحوال اقتصادنا المتردي في القطاع الخاص، بمن فيهم أحد كبار رجال الأعمال الكويتيين في المجلس (خالد سلطان) الذي تعرض للاقتصاد بالتلويح بإغلاق كل البنوك التقليدية، وشركات التأمين إن لم تتحول إلى «بنوك تحايلية»، أي بنوك تعمل من خلال التخاريج والحيل الشرعية، مع أن النتيجة هي هي، وأقصد هنا تكلفة التمويل أو قسط التأمين!
نرجع إلى دول السنع والقرار، ونأخذ على سبيل المثال الولايات المتحدة الأميركية، فباراك أوباما، المحامي الخلاسي الذي لا ناقة له ولا جمل في عالم الاقتصاد الذي أنهكه الجمهوريون قبل ذهابهم عن السلطة، نرى أن حظوظه تترجح يوماً بعد آخر في العودة إلى كرسي الرئاسة، بسبب من أدائه الاقتصادي في المقام الأول، حيث إن هناك دلائل واضحة على أن الاقتصاد الأميركي بدأ في التعافي من الأزمة الاقتصادية التي ورثها أوباما من جورج بوش الابن عندما تسلم الحكم أوائل عام 2009، الذي تزامن مع خسارة الاقتصاد الأميركي 598 ألف وظيفة في الشهر الأول من تلك السنة، و651 ألف وظيفة في الشهر الثاني، الآن وفي الشهر الأول من السنة الجارية 2012 شهد الاقتصاد الأميركي زيادة 242 ألف وظيفة، والشهر الذي تلاه 227 ألف وظيفة، حيث سجلت الإحصاءات في وزارة العمل الأميركية معدلاً هو 155 ألف وظيفة جديدة كل شهر، وكان حجم البطالة يقترب من عشرة في المائة في آخر عهد بوش الابن، ولكنها وصلت الآن 8.3 في المائة، وارتفعت أسعار الأسهم وكذلك ثقة المستهلكين وزاد الإنتاج الصناعي.
* * *
صناعة السيارات وهي إحدى درر تاج الاقتصاد الأميركي التي أشهرت شركتا كرايزلر وجنرال موتورز إفلاسهما، وشارفت «فورد» عليه، رجعت للحياة مرة أخرى، بعد أن شارفت على الموت بسبب أزمة الرهن العقاري وانخفاض الطلب بمقدار 40 في المائة، وخسرت كرايزلر بليون دولار في شهر. الحكومة الأميركية لم تقف مكتوفة الأيدي. لذا، فإن أوباما وبكل شجاعة قرر مساعدات ضخمة قدرها 60 بليون دولار للثلاث الكبار «بيغ ثري»، ولم يلتفت لاستياء الرأي العام، لأنه كان أمام كارثة خسارة 3 ملايين وظيفة.
الآن، تعافت صناعة السيارات، حيث ارتفعت المبيعات في الولايات المتحدة عشرة في المائة، وبلغ عدد السيارات المباغة 12.8 مليون مركبة، وحدها نسبة مبيعات السيارات في الصين فاقت النسبة الأميركية هذه.
أوباما، العائد، إن شاء الله، إلى الحكم، ربح التحدي، وأثمرت سياسته الشجاعة على تسديد كرايزلر ديونها للخزانة الأميركية قبل 6 سنوات من تاريخ استحقاقها، وهي تجني الأرباح مثل باقي شقيقاتها فورد وجنرال موتورز.
فمتى يتحرر قرارنا الاقتصادي من تبعات زاعقي أغلبية مجلس 3 فبراير، حتى يتحسن وضعنا الاقتصادي، وننعتق من ارتهان إرادتنا لسعر برميل النفط؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات