سعود السبيعى ينتقد مغادرة 'المالكى' دون التطرق لمشروع ميناء مبارك الكبير

زاوية الكتاب

كتب 846 مشاهدات 0


الأنباء

الخط الأحمر  /  سافر المالكى ولم يقلها

سعود السبيعى

 

خلال زيارته الميمونة للكويت وتصريحاته غير المضمونة، دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الكويتيين الى الاستثمار في العراق، لأنه، حسب قوله، هو البلد الوحيد الذي لديه فرص للاستثمار.

لكن معالي رئيس الوزراء العراقي غابت عنه حقيقة ان الاستثمار يحتاج الى مناخ استقرار، والوضع في العراق لايزال غير مستقر والبيئة الاستثمارية فيه طاردة، فكيف يطمئن رأس المال الى مناخ كهذا، وهو المعروف عنه أنه جبان ورجلاه تسابقان الريح عند أول صيحة؟!

كما أن رجال الأعمال معروفون في كل زمان ومكان بانتهازيتهم ومهارتهم في اقتناص الفرص وتأليف القصص دون انتظار الدعوة من أحد فلا خوف عليهم ولا هم يخسرون، فالدعوة للاستثمار تستوجب أولا العمل على توفير الاستقرار.

واللافت في تصريحات المالكي انها خلت من الإشارة الى مشروع ميناء مبارك الكبير وبدا موقفه غامضا بالرغم من ان وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله صرح لوسائل الإعلام بأن مشروع مبارك الكبير مستمر وفق برنامجه المحدد ولا توجد إشكالية بخصوصه.

ألم يكن ينبغي على المالكي ان يدلي بتصريح يعبر فيه عن وجهة نظره تجاه هذا المشروع حتى يفهم الناس الأمر ويتم وضع حد للتكهنات التي يسوقها إعلام البلدين؟ أما وانه قد سكت ولم يعلق، فان التساؤل يدور حول أمرين: اما انه موافق على ما صرح به وكيل خارجيتنا وهذا ما نتمناه، أو ان الأمر مازال محل خلاف بينه وبين أعضاء حكومته وهذا جل ما نخشاه، فكل الأمور العالقة بيننا وبين العراق هي من مخلفات التعيس السابق صدام حسين ومن اليسير حلها والتجاوز عنها بالتي واللتيّا.

أما الخلاف الدائر حول مشروع مبارك الكبير فهو يتعلق بعراق ما بعد صدام حسين وهي مرحلة من أهم مراحل العلاقة بين الكويت والعراق الجديد وتمثل نقطة تحول كبيرة في مستقبل البلدين على الصعيدين الشعبي والحكومي، فلابد ان يكون الموقف العراقي واضحا بجلاء تجاه هذه النقطة الجوهرية التي تحولت الى مشكلة، وما كان ينبغي لها ان تكون كذلك لولا التضخيم والتهويل الذي مارسته بعض القوى السياسية العراقية لأسباب لا تخدم المصلحة الوطنية للعراق بقدر ما تخدم أعداءه ممن لا يريدون الخير للعراق وشعبه.

فالكويت لم تكن يوما جار سوء لأحد ولا يحدوها طمع ولا جشع في غيرها فعندها من الخيرات ما يكفيها، وهذه الحقيقة يدركها الجميع ولكن ما لا يدركه مثيرو الفتن ان الشعوب قد أعياها التعب وأشقتها الحروب، وهي تريد ان تستريح من قلق الساسة وألاعيب السياسيين، فلابد من حسم الأمور حتى لا تكون هناك مشاكل معلقة وأخرى مؤجلة قد تثور يوما ما في وجه الأجيال القادمة، فلماذا غادر المالكي دون أن يتطرق لميناء مبارك الكبير؟ سؤال قد تكون إجابته صدمة للجميع ولذلك سافر وسره معه.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك