المستهلك وجمعية «سوف» بقلم حميد عوض العنزي

الاقتصاد الآن

751 مشاهدات 0


  لا أعرف سر ملازمة كلمة «سوف» لمعظم أعمال جمعية المستهلك، فأغلب ما ينشر من تصريحات تتضمن «سوف نعمل ... « يعني هي حتى الآن لم تقدم شيئا ملموسا على أرض الواقع، وليتها تلتزم الصمت و تجعل انجازاتها هي التي تتكلم، بدلا من إمطارنا بمجرد أفكار بعضها أصلا ليس من صلاحية الجمعية، و التي تروجها على أنها مشاريع، ومن السهل أن تتحدث عن فكرة جميلة وبراقة ولكن العبرة في النهاية بالتنفيذ، الناس ملت من «الحكي» .

** وحتى الآن ماذا قدمت الجمعية من انجازات حقيقية بعيدا عن مجرد الفرقعات الإعلامية؟ هل استطاعت أن تنصف المستهلك الذي يعاني من تعنت بعض مشغلي الاتصالات حين يرغب في تحويل خط هاتفه من مشغل لآخر؟ هل قدمت شيئا ملموسا في قضية لا يرد ولا يستبدل التي تواجه المستهلك في معظم المتاجر؟ بماذا واجهت الانتشار المهول للبضائع المقلدة؟ أين هي من قضايا المستهلك مع شركات التأمين؟ هذه قضايا حقيقية غابت عنها الجمعية لأنها لا تجيد غير «سوف ، وسوف « .

** الجمعية في الآونة الأخيرة أجادت تطبيق مقولة «مع الخيل يا شقراء» فهي تتابع انجازات الجهات الأخرى لتحشر نفسها معهم، حينما أعلنت أمانة الرياض اكتشاف اللحوم الفاسدة في المطعم الشهير اتجهت هي إلى التشهير باسم المطعم، وحينما بادرت شركة نادك بالإعلان عن العبوات الجديدة وأسعارها ، خرجت علينا الجمعية بأنها ستعد دراسة حول إيجاد عبوات مماثلة لمنتجات اخرى، ربما المشروع الوحيد الذي ستنجح فيه هو القناة التلفزيونية، لان في هذا المشروع اشباع لرغبة البعض في الظهور الاعلامي لا اكثر.

** الجمعية لم تعد تحظى بأي اهتمام من شريحة واسعة من المستهلكين وايضا كثير من الشركات الكبرى لأنها عرفت انها جمعية ضعيفة سيطرت الخلافات الداخلية على اهتمام مسئوليها في فترة كان المستهلك يعاني كثيرا من الاسعار والاحتكار وعدم احترام حقوقه في كثير من القطاعات التجارية والخدمية.

** مشكلة الجمعية أيضا أنها لا تجيد اللغة المناسبة في مناقشة القضايا فهي تعتمد لغة اقرب الى التهديد وهذه اللغة لا تثمر ابدا، بل انها بهذه اللغة تخسر اكثر مما تكسب لاسيما ان المستهلك لم يجن شيئا من كل ذلك الضجيج .

** الفشل الذي تعيشه الجمعية يستوجب تدخل وزارة التجارة والصناعة، وأعتقد ان الوقت حان لان يكون رئيس الجمعية معينا وليس منتخبا، حتى تنضج الجمعية، ثم ينظر في مسألة انتخاب الرئيس .

 

 

 

 

 

 

 

الآن:الجزيرة

تعليقات

اكتب تعليقك