نائبة رئيس البنك الدولي..حددنا استراتيجية من 4 اولويات لمساعدة دول الثورات
الاقتصاد الآنمارس 17, 2012, 12:29 م 787 مشاهدات 0
اعربت نائبة رئيس البنك الدولي انجر اندرسون عن تفاؤلها بالمرحلة المقبلة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بعد ثورات الربيع العربي التي اعتبرتها تجربة عالمية (فريدة من نوعها) مبينة ان البنك اعد استراتيجية من اربع اولويات لمساعدة هذه الدول.
وقالت اندرسون في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش زيارتها للكويت في اطار جولتها في دول المنطقة ان زيارتها الحالية هدفت الى الاطلاع على البرامج التي تقوم الحكومة الكويتية بتنفيذها مع البنك الدولي لاسيما ان عمل البنك مع الكويت بدأ منذ ستينيات القرن الماضي.
واضافت ان تعاونا عميقا وقديما يجمع الكويت مع البنك الدولي بدأ بانضمام الكويت الى البنك في عام 1962 وتعمق اكثر بعد ان قام البنك بافتتاح فرع له فيها بناء على طلب من الحكومة الكويتية في عام 2009.
واوضحت ان زيادة كبيرة في حجم التعاون والبرامج المشتركة بين البنك والكويت شهدتها المرحلة التي اعقبت افتتاح الفرع مؤكدة انها حرصت على زيارة الكويت عقب توليها منصبها الحالي في سبتمبر الماضي لاسيما ان هناك كوادر كويتية في البنك الدولي كالمدير التنفيذي بالبنك الدكتور ميرزا حسن وان الكويت مساهم رئيسي باعمال البنك.
وذكرت اندرسون ان زيارتها تضمنت لقاءات مع عدة مسؤولين كوزير المالية مصطفى الشمالي ووزير التجارة والصناعة انس الصالح ووزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون التخطيط والتنمية الدكتور فاضل صفر اضافة الى لقاءات مع ممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني من هيئات شبابية ونسائية.
وعن التعاون بين الكويت والبنك الدولي شرحت اندرسون استراتيجية العمل الموقعة بين الطرفين والتي بدأت في عام 2009 موضحة انها ترتكز على ثلاث اولويات رئيسية يعمل البنك مع الحكومة من خلالها الاولى تتمثل في مساعدة الحكومة على تحسين ادائها وتطوير العمل الحكومي بينما ترتكز الثانية على تنويع الاقتصاد الوطني ومساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني في حين ذهبت الثالثة الى تطوير الموارد البشرية عبر برامج عمل في قطاع التعليم.
واشارت الى ان العمل جار مع الكويت في قطاع التعليم من خلال البرامج العديدة التي من شأنها ان تساهم في تحسين مخرجات التعليم لتتناسب مع متطلبات سوق العمل مبينة ان عدم تناسب مخرجات التعليم مع سوق العمل مشكلة رئيسية تشهدها معظم الدول العربية.
وعن النتائج المحققة من تنفيذ استراتيجية العمل المشتركة بين الكويت والبنك الدولي خلال السنتين الماضيتين اعربت اندرسون عن رضاها عن هذه النتائج التي اعتبرتها جيدة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم والتي لم يكن للكويت دور في حدوثها.
وفيما يخص انضمام الكويت رسميا الى الشراكة التي يقودها البنك الدولي والرامية الى تقليل معدلات حرق الغاز على مستوى العالم التي جرت مؤخرا قالت اندرسون انها سعيدة بهذه الخطوة كون الكويت لاعبا رئيسيا ومهما على المستوى العالمي في مجال الطاقة.
واعتبرت ان تحقيق الكويت هذا التقدم الملحوظ في تخفيض معدلات حرق الغاز في عملياتها خلال السنوات الست الماضية من 17 في المئة الى اقل من 2 في المئة من انتاج الغاز هو انجاز مهم جدا بسبب الاستثمارات الكبيرة التي تملكها الكويت في مجال الطاقة.
وعبرت عن اعجابها بالعمل الذي تقوم به الهيئة العامة للبيئة لاسيما في مجال الابنية الصديقة للبيئة وغيرها من المشاريع المهمة في هذا المجال.
ولدى سؤالها عن التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية قالت اندرسون ان 'ما رأيناه من احداث في المنطقة وما اطلق عليه (الربيع العربي) هو عبارة عن شباب يبحثون عن فرص عمل وعن الكرامة والاحترام ويريدون ان تسمع اصواتهم وان يكون لهم علاقة وثيقة مع حكوماتهم لصناعة مستقبلهم'.
وقالت ان البنك الدولي بصفته مؤسسة تنموية اقتصادية عالمية قام بالعديد من الخطوات في هذا السياق حيث استمع الى اراء واستشارات من جهات حكومية في العديد من الدول اضافة الى الاستماع الى جهات برلمانية واعلامية واوساط من المجتمع المدني لتشخيص هذه الاحداث والخروج بنتائج.
واضافت انه بناء على هذه الاراء وصل البنك الدولي الى تحديد استراتيجية من اربع اولويات رئيسية يجب العمل عليها مباشرة وعلى المدى القصير لمواجهة تحديات عدة تقف امام الدول التي شهدت ثورات موضحة ان هذه الاولويات تتمثل في مواجهة البطالة والحوكمة واليات التعامل مع جيل الشباب واخيرا مواجهة الاهمال لبعض الفئات المجتمعية.
وفيما يخص التحدي الاول والخاص بالبطالة اوضحت اندرسون ان البنك الدولي نصح الحكومات القيام بتنفيذ مشاريع تحتاج الى ايد عاملة وموظفين جدد كي تستوعب اعداد البطالة الكبيرة في المنطقة على ان يتم في الوقت نفسه تحضير القطاع الخاص للقيام بتنفيذ المشاريع والمشاركة في خلق فرص عمل على المدى المتوسط والطويل من خلال السماح لهذا القطاع بالاستثمار وخلق البيئة الاقتصادية المناسبة له حيث ان الحكومات لا تستطيع خلق فرص العمل بصورة دائمة.
وعلى صعيد الحوكمة قالت ان معظم شعوب المنطقة تتطلع الى الحصول على خدمات تتناسب مع تطلعاتها من خلال حكومات وشركات مؤهلة في هذا المجال بعيدة عن الفساد وتعمل بشفافية كبيرة لاسيما ان معظم الحكومات تعاني مشاكل فساد في مختلف المستويات وتعاني الترهل الاداري والبيروقراطية الامر الذي يتطلب تطوير 'مجتماعاتنا وحكوماتنا بشكل يراعي رغبات المواطنين'.
واوضحت ان الية التعامل مع الشباب تكمن في مساعدة الحكومات بالمنطقة على تحقيق النمو المستدام لخلق فرص العمل وبناء المؤسسات التي يتفاعل من خلالها الشباب مع حكوماتهم ومواجهة المعوقات كافة التي تقف امام تحقيق النمو المستدام عبر العمل المؤسساتي وتحفيز العمل المجتمعي مشيرة الى ان هذه المشكلة كانت التحدي الرئيسي في حالة تونس.
اما فيما يخص (اهمال فئات اجتماعية) فقالت اندرسون ان الاهمال يأتي بسبب العديد من العوامل سواء الجغرافية او الاثنية او الاجتماعية 'ولمواجهة هذا التحدي فيجب ان يتم العمل على تنمية المجتمع عبر الانفتاح والشفافية وسماع الصوت مشيرة الى ان هناك برامج لبناء شبكات طرقية في العديد من الدول لمنع الانعزال الجغرافي بين الارياف والمدن وغيرها من البرامج الاجتماعية المساعدة.
واضافت ان هذه الاستراتيجية هي الاطار العام للعمل مع دول الثوارت العربية لان البنك الدولي لا يملك في النهاية قوالب جاهزة وينظر الى متطلبات واحتياجات كل دولة على حدة من خلال الاستماع واللقاء مع كل فئاتها والنظر في متطلباتها.
واعتبرت ان البنك الدولي سيساعد دول الربيع العربي لتحقق كل منها نظامها وبرامجها وامال شعوبها عبر العمل وتبادل الاراء والاستشارات مع مسؤولي هذه الدول للوصول الى افضل الصيغ لاسيما ان هذه الثورات تعتبر مفرقا تاريخيا مهما في حياة هذه الدول مؤكدة ان البرامج الاعتيادية التي يقوم بها البنك الدولي ستتواصل في هذه الدول جنبا الى جنب مع البرامج التي فرضتها هذه التحولات الكبيرة.
وعن الوضع الذي يعيشه الشعب المصري اكدت اندرسون العمل بجد وجهد لدعم الحكومة والشعب لاسيما ان الحكومة المصرية تقدمت بطلبات عديدة الى البنك الدولي خلال الفترة القليلة الماضية لتقديم المساعدات الفنية والمالية.
وحول امكانية تقديم مساعدات مالية مباشرة للدول قالت اندرسون ان البنك الدولي يقوم بدعم مالي لحالات معينة بما يسمى (دعم ميزانية الدول) وذلك من خلال ضخ سيولة مباشرة في ميزانية الدولة وقد قام البنك مؤخرا بتقديم 250 مليون دولار للاردن و500 مليون دولار لتونس اضافة الى اموال اخرى حصلت عليها تونس من قبل بنك التنمية الافريقية ليصل المجموع الى مليار دولار.
واضافت ان البنك سيقدم مليار دولار لدعم الميزانية العامة لمصر اضافة الى وجود جهات دولية اخرى مستعدة للقيام بتقديم مساعدات مالية لها بما فيها صندوق النقد الدولي وغيرها.
وقالت ان ما يميز حركة الربيع العربي هو التصميم الذي رأته لدى شعوب المنطقة على التغيير وتلك الحركة الدائمة والمتنقلة من قبل الشباب لصناعة مستقبل افضل.
وذكرت اندرسون ان موظفي البنك الدولي يتنوعون عرقيا واثنيا كونه منظمة عالمية اذ يعمل فيه اكثر من 109 جنسيات مختلفة .
تعليقات