د. خالد الجنفاوى يقترح إنشاء جمعيات حماية مستهلك للحد من الإضرابات

زاوية الكتاب

كتب 887 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  عدوى الإضرابات.. وعدوى الأسعار

د. خالد عايد الجنفاوى

 

نعتقد من الناحية النظرية: الاضراب عن العمل حق مشروع لأي موظف ينتمي لنقابة قانونية, ولكن من المفروض أن يتم اتباع الطرق المشروعة قبل البدء بأي إجراءات بهذا الشأن, وذلك من أجل عدم تعطيل مصالح المواطنين والمقيمين. وتنظيم الإضرابات عادة من اجل تحسين ظروف العمل أو زيادة رواتب 'العمال' ويبدو ان الوضع يختلف في سياقنا المحلي الكويتي, فلا يبدو ان 'تسونامي الاضرابات' الذي يُحذر من حدوثه بعض المراقبين يتعلق فقط بالمطالبة بتحسين ظروف العمل, فالوظيفة الحكومية في الكويت تتطلب جهداً أقل, وربما ليست شاقة لدرجة أنها تتطلب توقف 'العمال' عن أعمالهم المرهقة من أجل تصحيح أوضاعهم الوظيفية, إما بتقليل ساعات العمل أو تعديل ظروف عملهم. فالمطالبة بعقد الاضرابات في الكويت أصبحت  تعني مطالبة صريحة بزيادة رواتب وبدلات موظفين, ربما تكون أغلب مسؤولياتهم إدارية بحتة. أي ربما لا يتطلب أداء غالبية الوظائف الحكومية بذل جهد جسدي شاق أو مضاعف لدرجة أنه يعرض صحة 'العامل' للخطر.

ومن وجهة نظر أخرى: يمكن شرعنة هذا النوع من المطالبات بزيادة الرواتب كرد فعل متوقع وطبيعي لظاهرة ارتفاع الأسعار وتبعاتها المختلفة كضعف القدرةالشرائية للمواطن الكويتي العادي. ولكن الأسئلة المحيرة في هذا السياق الإضرابي هي التالي: ما الذي سيضمن عدم ارتفاع اسعار السلع الغذائية  وأسعار الكماليات بعد اقرار غالبية الكوادر? إضافة  الى ذلك, ماذا سيكون وقع الإضرابات المتتالية على السوق المحلية, وما هي تأثيراتها السلبية على الحياة اليومية للمواطن الكويتي وللمقيم? وهل للاضرابات العمالية علاقة مباشرة وسلبية بظاهرة التضخم  وقلة الانتاجية في بيئتنا المحلية?
نعتقد أن 'تسونامي الإضرابات' المهدد بحدوثه قريباً يتلازم بشكل كبير مع استغلال البعض للزيادات في الرواتب عبر رفع أسعار السلع الأساسية ما سيرهق فعلاً  ميزانية الموظف الحكومي, وهذا التلازم الإضرابي والاستهلاكي هو أشبه بالعدوى المتبادلة بسبب عدم وجود 'هيئات وجمعيات حماية مستهلك' فاعلة على الأرض. بمعنى آخر, من المفروض على الحكومة و نقابات العمال في الكويت السعي الى تأسيس جمعيات حماية مستهلك حكومية ونقابية تكون مهمتها الأساسية مراقبة الاستغلال التجاري للوضع الحالي: فحسب بعض التقارير الصحافية بدأت ترتفع الأسعار في السوق المحلية 'عيني عينك' ربما بما سيؤدي لاحقاً الى تكرار التهديد بالإضرابات بشكل لا يتوقف. فلعل وعسى.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك