التموين الخليجى وصل لندن بسبب الجشع.. برأى د. نرمين الحوطى
زاوية الكتابكتب مارس 15, 2012, 12:16 ص 1019 مشاهدات 0
الأنباء
محلك سر / التموين وصل لندن
د. نرمين الحوطى
الأمس القريب عندما كنت أتعجب عندما أسمع أن هناك من يقوم ببيع التموين من المواد الغذائية الأساسية بعد تسلمها من الدولة بأسعار رمزية ولكن البعض الذين يسيطر الجشع على نفوسهم يقومون ببيع تلك المواد بأسعار مكلفة بل يقومون بالتجارة بها، عندما كنت أسمع أو أقرأ ما يخص تلك القضية كان عقلي لا يصدق ما يسمع من كلمات وكانت العين تكذب ما تقرأه من وقائع، ولكن عندما تصادفت بتلك الكارثة شعرت بأن الإنسان للأسف أصبح وضيعا لدرجة لا يقدر القلم على وصفها، بل أصبحت القضية لا تخص فقط المجتمع الكويتي بل للأسف الشديد تلك القضية وذلك الداء أصبح متفشيا في الوسط الخليجي، أي الدول المركزية للنفط.
أثناء تواجدي في المملكة المتحدة كنت أبحث عن شراء «شاي» وللأسف الشديد النوع الذي أريده ليس في متناول المول الانجليزي، ذهبت لبعض المحلات التي تبيع المنتوجات العربية لعل وعسى أجد ما أريده وبالفعل وجدت نوع الشاي الذي أريده، ففحصت العلبة للتأكد من صلاحية التاريخ وإذ بي أجد على علبة الشاي تلك الجملة: «علبة للتموين ـ غير مخصص للبيع في المحلات التجارية ـ لإحدى الدول الخليجية»، وهنا وقفت أنظر للعلبة وأتذكر الكلمات التي كنت أسمعها عن تجار التموين والسطور التي كنت أقرأها في قضايا التموين وبدون أي مقدمات سألت صاحب المحل: كيف وصلت تلك العلبة إلى هنا؟ وإذ بالبائع يأخذ من يدي العلبة ويقول لي بلهجة عربية: أنت تريدين الشراء أم التحقيق؟ وهنا أخذت العلبة ودفعت النقود في سلعة قامت الدولة بتوفيرها لي دون مقابل ويوجد من قام بشرائها وتهريبها وبيعها من أجل الكسب غير المشروع.
القضية يا سادة يا كرام ليست قضية شاي أو سكر أو أي مواد غذائية تقوم الدولة أو الدول المجاورة بتوفيرها لمجتمعها اعترافا منها ومساعدتها بما ندعيه غلاء المعيشة، القضية هي «السرقة» فمن يقوم بسرقة الطعام وبيعه دون وجه حق، غدا من الممكن أن يبيع وطنه الذي وفر له الرخاء من أجل المكسب غير المشروع.
٭ كلمة وما تنرد: عن رسول صلى الله عليه وسلم قال «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها».
تعليقات