أنور الرشيد يكتب عن المؤزمين الجدد
زاوية الكتابكتب مارس 14, 2012, 10:54 ص 2393 مشاهدات 0
ما حدث و لا زال يحدث في مجلس الأمة من قبل نواب في البرلمان الذين رفعوا الرايات السوداء في قاعة المجلس احتجاجاً على خطاب مكتب المجلس بشأن قضية ما سمي بقضية اقتحام المجلس الذي قامت به الجماهير الغاضبة ، أمر مخجل ولا يمت للأصول البرلمانية بشيء مطلقاً ، المستغرب في هذا الأمر أن من بين مجموعة الراية السوداء هناك من النواب الذين كنا نتوسم بهم خيرا أو لأكون أكثر صدقاً كنا مخدوعين بكلامهم المنمق عن الوطنية و تاريخ الحركة الوطنية ، و لكن أثبتت الموافق بأنهم كانوا يتزلفون و خدعونا أكثر من ثلاثة عقود باسم الوطنية التي هي تتبرأ منهم اليوم ، اليوم دارت الدوائر و انعكس الحال عن ما هو عليه بالسابق و اختلف المنطق و بانت الحقائق على ارض الواقع ، المصالح هي المصالح وأصبحت على المحك ومن كان يراهن على خداع الشارع و ثنيه عن مساره الصحيح أصبح اليوم في ورطة حقيقية وقد اتضح ذلك في الجلسة الماضية التي رفعت بها الأعلام السوداء في مخالفة واضحة و صريحة للائحة المجلس التي تنظم عمله كما ظهرت المواقف على حقيقتها أثناء التصويت على الرئاسة التي هستر بها المؤزمين الجدد ، و الغريب في الأمر هم يدركون بأن هذا العمل غير مقبول و لا يمت لأساليب الاحتجاج بأي صلة فمن الواضح بأنهم يريدون أن تنحرف المؤسسة التشريعية عن مسارها لكي يعلوا صوتهم أكثر و يثيرون الأغبرة و الأتربة التي تحجب الرؤية عن البسطاء وبالتالي تحميل تلك المؤسسة المسكينة كل الأزمات التي تعصف في البلد بهدف تشويه و تخريب الديمقراطية لعلها تعيد لهم المجد الذي شفط عليه عباس الشعبي، لذلك نقول للمؤزمين الجدد بأن عهدكم قد ولى إلى غير رجعة و لن تعود عجلة التاريخ للوراء بكل تأكيد وأن أساليبكم في تأزيم الموقف تحت قبة البرلمان لن تنفع ولن تخدم إلا مناوئي الديمقراطية و أعداء الحرية و منتهكي حرمة الأموال العامة التي نهبوها على عينك يا تاجر فإن كنتم مع سراق المال العام و ناهبي ثروات البلد و أعداء الديمقراطية فها أنتم من يقوم بذلك لصالحهم ، فمواقفكم بالمجلس السابق مقارنة مع أزمة الأعلام السوداء تفضح و تكشف زيف ادعائكم و زيف حرصكم فالجميع الآن يعرف كافة المداخل و المخارج التي تعصف بمؤسستنا التشريعية و الجميع يدرك بأن هذه المؤسسة مستهدفة منذ نشأتها و ليس منذ اليوم و التاريخ يشهد على ذلك ، لذا نقول لكم اركدوا و حطوا في بالكم بأن الشعب الكويتي يراقب تحرككم المشبوه لوأد الديمقراطية برمتها لكي يصفا لكم الجو كم سنة ترتعون بها من الأموال العامة و هذا الحلم لن و لم يتكرر في ظل هذه الظروف الموضوعية التي تعم المنطقة و أستطيع أن أقول بأنه حلم إبليس بالجنة فأركدوا شوي و احترموا أهل الكويت ولا تستصغرون عقولهم فأهل الكويت يغطسونكم في البحر و يطلعونكم ناشفين .
تعليقات