فضائحنا أصبحت بجلاجل على تويتر..البغلي محذرا

زاوية الكتاب

كتب 862 مشاهدات 0



القبس

جرة قلم
يا تويتر جعلت فضائحنا بجلاجل!
كتب علي أحمد البغلي :

الكاتب والصحافي السعودي عبدالله ناصر العتيبي كتب عن اتجاهات مستخدمي التويتر في كل من السعودية والكويت ومصر، التي يتابعها بدأب وإصرار، ما لفت نظري أنه لا شيء يخفى في ظل الانفتاح الفضائي المذهل، وأن مشاكلنا ومعضلاتنا وخلافاتنا «السخيفة» الصغيرة أصبحت على مسمع ومرأى العالم أجمع، وفضائحنا التي كانت في السابق بيننا فقط في التراشق الصحفي والكلامي، أصبح الكل يطلع عليها قبل أن يطرف بصر مطلقيها.
العتيبي يعلق على أهل التويتر الكويتيين بالقول: «أما في الكويت، فالتغريدات تكتسب شكل الاستقطابات الفئوية دائماً، وإن كانت في أغلبها هذه الأيام تدور حول التشكيل النيابي الجديد وإرهاصاته التي ما زالت تتمدد في الشارع الكويتي حتى الآن، يتناول المغردون قضية اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ما، فتبدأ الالتفافات والاصطفافات المذهبية (بدو - حضر) في انتزاع القضية من محضنها الأصلي، لترمي بها في وجه خلاف دائم لا يراد له أن ينتهي، ينشغل الكويتيون دائماً عن قضاياهم الأساسية بقضايا مختلفة تتحدث عن الكويتي الأصيل وغير الأصيل، وابن «السور» و«اللفو» والعربي النجدي والفارسي والعجمي.
يطول الحديث ويتشعب وترتفع نبرة الخلاف، وتبقى القضايا المصيرية بلا حل». انتهى (جريدة الحياة 2012/3/12).
***
ونقول لعبدالله العتيبي، صح لسانك، فأنت شخّصت الداء الكويتي، والذي ضخمته وفاقمته ثورة وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة. أما قضايانا، التي بلا حل وتعلقنا دائماً بالتوافه والهامشي من أمور وترك المصيري من قضايانا، فهذه لا تقتصر على شباب أمتنا المتوثب، بل تتعداهم إلى النخب من مواطني هذه الأمة، وأقصد بالنخب التي أقولها - على مضض - الأعضاء المنتخبين لهذه الأمة. فهؤلاء الأعضاء، الذين لم يمر على انتخابهم أسابيع معدودة، غرّبوا وشرّقوا في التافه والهامشي والمدغدغ من أمور، مثل تحديد اللباس في الشواطئ العامة، وفرض الحجاب على النساء، وهدم الكنائس، ولطم الخدود وشق الجيوب على الأشقاء في سوريا، مع تجنبهم الحديث عن مظالم أهل البحرين، وعلى افتئات الإخوان المسلمين على الأشقاء في الإمارات، في حين أنهم لم يتقدموا بأي حلول للأزمة الإسكانية ولا الأزمة المرورية ولا الأزمة التعليمية ولا الأزمة التوظيفية، ولا أزمة تقادم البنى التحتية، وقائمة كبيرة من الأولويات والقضايا المصيرية التي تركت بلا حل!
وحسبنا الله عليك ونعم الوكيل يا تويتر، فبعدما كانت أزماتنا الداخلية الصغيرة التافهة نتداولها بيننا، أصبحت الآن تدور في العلن، وأصبحت فضائحنا بجلاجل (على حد تعبير إخواننا المصريين)!
ولا حول ولا قوة الإ بالله العلي العظيم

علي أحمد البغلي

تعليقات

اكتب تعليقك