خديجة المحميد تتساءل: هل تنشط السلطة التنفيذية فى تنمية القدرات الشبابية؟
زاوية الكتابكتب مارس 14, 2012, 12:13 ص 545 مشاهدات 0
الأنباء
مبدئيات / تطلعات تربوية
خديجة المحميد
دعوة صاحب السمو الأمير إلى عقد مؤتمر للشباب لرصد تطلعاتهم، وكذلك ترجمة هذا المطلب السامي إلى خطوة جادة استضافهم بها سمو رئيس الوزراء مستطلعا رؤاهم وطموحاتهم، خطوتان هامتان استثارتا الأمل في نفوس أجيالنا الواعدة، وتفاعل معهما الشباب تفاعلا حيا لتطوير طاقاتهم الوطنية والذاتية تطويرا إيجابيا.
من أهم المطالب التي تقدم بها شبابنا تصب في اهتمامهم بتطوير المناهج العلمية بحيث تنمي القدرة لديهم على البحث والتحليل. ونقف عند هذا المطلب الجوهري في مسار العملية التربوية التعليمية التي تتراوح فيها الخطى بين مسارين، أحدهما يعتمد على تلقين الطالب المعلومة من قبل المدرس وتكليفه بحفظها وصبها من حافظته على أوراق الإجابة في امتحان الدرجات، والأخرى تستثير عقل المتعلم للبحث واستكشاف المعلومة بجهده الذاتي ومن خلال توجيه وتدريب المعلم له.
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في نهج البلاغة: «العلم علمان ـ وفي نقل آخر: العقل عقلان ـ علم مطبوع وعلم مسموع، أو (العقل المطبوع والعقل المسموع) ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع».
العلم المطبوع هو العلم الذي لم يتعلمه الإنسان من آخر، إنما هو ذلك الذي ينبع من جبلة الإنسان وطبيعته، ويمكن التعبير عنه أنه قوة قابلية الابتكار لدى الشخص. وتعبيره: «ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع»، يبين حث الإسلام في أسلوبه التعليمي التربوي على النمط الذي يحرك القدرة المطبوعة وينميها، ولا يكتفي بالتعليم التلقيني الذي يحفظه الطالب حفظا بغبغاويا. إذ ان هدف المربي إكساب المتربي رشدا عقليا وفكريا يمكنه من الاستكشاف والتحليل واستنباط الحقائق بإرجاع فروع المعلوم إلى أصوله.
إذن كل إنسان قد أودع الله فيه قابليات للإبداع والابتكار، ولا ينفع أن نركز في مناهجنا وأساليبنا التعليمية على التعليم التلقيني لأنه فعلا مع التطور الهائل في مخرجات التعليم الاستكشافي على مستوى التجارب العالمية لن ينفعنا هذا النوع الجامد ما لم نطوره إلى النوع الذي ينمي عقول ونفوس تلاميذنا صغارا وشبابا ويطور قابلياتهم الطبيعية على جرأة الاكتشاف العلمي والإبداع الفني وربط ثمرات ذلك بتنمية ذاتهم ومجتمعهم ووطنهم، ودون هذا المسلك التربوي التنموي في العملية التعليمية لا نستطيع أن ننمي لا أنفسنا ولا أجيالنا ولا أوطاننا.
فهل تنشط السلطة التنفيذية برؤية واضحة وعزيمة قوية وخطوات جادة في تحقيق رغبة صاحب السمو الأمير في تنمية القدرات الشبابية ودعمها وتمكينها لرسم مستقبل الوطن حيث ان الشباب هم المستقبل؟
تعليقات