الغضب الشعبى قادم.. 'التركى' محذراً الحكومة والطامحون من أبناء الأسرة الحاكمة

زاوية الكتاب

كتب 873 مشاهدات 0


الشاهد

أقول قولى هذا...

عبد الأمير التركى

 

اذا انحصرت المعارك في دولة ما -كدولة الكويت- بين قوة الحكومة وبين قوة ضغط »اخونجية« وسلفية تابعة فإن المسار الديمقراطي لا يحقق اغراضه، فالديمقراطية لا يستقيم عودها الا بوجود قوة كل الشعب- قوة الاغلبية الصامتة- وقوة الحكومة، والواقع السياسي على ارض الوطن الكويتي يؤكد ان المعارك التي اشتعلت في الفترة الطويلة التي سبقت انتخابات المال السياسي الاخيرة والتي تمت عبر مفاوضات وتنازلات بين الجانبين منها تأكيد دعم ومبايعة السعدون للرئاسة والاتفاق على عدم دعم المرأة كشرط اساسي للاخوان والسلف وحجب اصوات الموالين للحكومة عنها من شرائح مختلفة من الشعب الكويتي.

تلك الاصوات التي دفعت المرأة للدخول الى قاعة عبدالله السالم دون ادنى عناء منها- بالاضافة إلى عدم توزير المرأة والعمل على اقصائها عن العمل التشريعي في المرحلة الربيعية التي ستمر بها البلاد وهكذا كان.

لا نريد هنا ان نتحدث بتفاصيل الزواج غير الشرعي الذي تم بين جماعة »الا الدستور« وجماعة الاخوان المسلمين والتيار السلفي وبين الحكومة وبعض الطامحين من ابناء الاسرة الحاكمة، فنتج عن ذلك »الحمل السياسي السفاح« للانتخابات الاخيرة فالوضع الذي تم تصنيعه وفبركته لم يخمد نيران الحرائق التي سبقت الانتخابات بل نحن نؤكد انها لا تزال ملتهبة تحت الرماد فهذا الوضع الضيق الافق يستدعي ردود افعال تتفق في اتساعها وعمقها مع خطورة الوضع السياسي ومرجع هذه الخطورة الى انه يتصل اتصالاً وثيقاً بمصالح الاغلبية الصامتة التي اتفقت القوتان المتصارعتان على تهميش دورها وسحبها في واقع من صنعهما وارغامها على الوقوف في طابور المتفرجين المبحلقين دون رأي وارادة او معايشة او مشاركة في واقع قضاياها، واذا تحقق لقوة الحكومة وقوة »الربيعيين« غرضهما في تهميش دور الاغلبية الصامتة وحجب الرؤية عنها فان هذه الاغلبية من المؤكد انها ستصاب بالانفجار الذاتي والتمرد معلنة المطالبة بحقوقها وطموحاتها بعيدا عن شعارها »سمعاً وطاعة« الذي سبق لها ان رفعته وأصرت عليه. 

ونحن نرى ان »في السما غيم« وهذا الغيم مليء بالكوارث والفواجع وستمطر حتماً وتفرغ حمولتها اذا ما استمرت القوتان الوهميتان في مضاعفة هذا التهميش فإن الاغلبية الصامتة التي نعرف قدراتها اذا ما انفجرت على التغيير لن تقبل ان تكون لا حول لها ولا قوة، لن تقبل ان تقف مكتوفة الحركة في طابور المتفرجين وانما في طابور المدافعين المصممين على بلوغ شوط الاماني مداه فإنها لن تقبل ان تتحول طموحاتها واحتياجاتها المعيشية مجرد شعارات سياسية موسمية في ايدي تجار الاوهام والمصالح الشخصية من أهل الربيع العربي وحكومة الامر الواقع والطامحين من ابناء الاسرة الحاكمة الذين سيحصدون الهواء في نهاية الامر لن تقبل ان تظل خارج اللعبة كما كانت ايام العقد والعهد وان تبقى مصالحها مضغة بين فكي الحكومة والربيعيين الذين اوهموا انفسهم انهم قد هيمنوا على سلطة الحكم وانهم سيعيدون للكويت رشدها وتقويم مسارها وليفهموا ولتفهم الحكومة معهم والطامحون ايضاً ان الغضب الشعبي قادم فسترفع هذه الاغلبية الصامتة رأسها بقوة وايمان بحقوقها وستمضي في طريقها مصممة على مجابهة القوتين عاقدة العزم في غير تردد على انتزاع حقها واحراز نصيبها الدستوري في الحياة مهما كانت شراسة اللعبة وضراوة الصراع. 
حكمة اليوم: »الضرس إلى من رقل من شلعته لابد«!

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك