ممارسة الحكومة والمجلس والسلطة للديمقراطية هدفها جنى الأرباح فقط.. برأى ذعار الرشيدى

زاوية الكتاب

كتب 364 مشاهدات 0


الأنباء

الحرف 29  /  وقائع الحرب الديموقراطية المقدسة

ذعار الرشيدى

 

وقعت تفاحة قرب نيوتن فكان قانون الجاذبية، ووقعت ورقة نبتة الشاي في كوب الامبراطور الصيني فكان الشاي، ووقعت فوق رؤوسنا آلاف المصائب السياسية منذ 20 عاما ولكن أحدا لم يكتشف شيئا، فبرلمان 1992 هو برلمان 2012، لم يتغير شيء جوهري على الأقل، تغيرت وجوه، وصعدت تيارات وأفلت نجوم تيارات أخرى، ولكن الجوهر هو ذاته، وسيستمر الحال حتى برلمان 2032، فالديموقراطية عرجاء وممارستها من قبل الجميع الحكومة قبل المجلس، بل والسلطة قبل الحكومة، هي ممارسة لجني الأرباح فقط وبسط النفوذ أو الاستيلاء على رقعة نفوذ من هنا أو هناك لهذا أو لذاك، والدليل اننا ومنذ 20 عاما لم نبن مستشفى أو أي صرح يمكن ان نقول اننا تقدمنا به الى الأمام، فالمدن الطبية والمشاريع الخيالية كلها مطروحة على طاولة مفاوضات الحرب الديموقراطية منذ قيامها عام 1985، ولكن كلها حبيسة الأوراق، ولم نخرج من وقائع تلك الحرب الديموقراطية المقدسة سوى بالكلام والوعود.. وزيادة الرواتب كلما ضاق أفق الخيارات أمام المتحاربين.

تيار يصعد وآخر ينزل، وأصوات تتعالى، وتهديدات، ورفع سقف المطالبات بل وحتى رفع سقف الحرية الى أقصى مدى ممكن في بلد من بلدان العالم الثالث، وماذا استفدنا؟! لا شيء، لو قمنا بحساب الأرباح بالنسبة لنا كأفراد شعب فسنجد اننا لم نحقق شيئا يذكر، بل ولم يتحقق لنا شيء يذكر على أرض الواقع التي أحالتها حرب السنوات العشرين الى جرداء ببقعة خضراء هنا.. وشجرة شبه مثمرة هناك، الصراع على النفوذ امتد لفترة لم نعد نستطيع تحملها لا نحن ولا بلدنا، وأعتقد انه آن الأوان لهذه الحرب أن تضع أوزارها، وأن يتوقف فرسان ديموقراطيتنا عن القاء قفازات التحدي بمناسبة ومن غير مناسبة كلما هدأ البلد، لا نريد ان نعرف لصالح من تعملون ولكن نريد شيئا واحدا منكم هو ان تعملوا ولو مرة واحدة وبنية خالصة من أجل البلد.

توضيح الواضح: الحرب هذه ليست حربنا، ولكن وقائعها تؤذينا وتؤذي بلدنا وقبل ذلك كله تؤذيكم أنتم على المدى البعيد الذي يبدو انه اقترب من نهاية الفصل الأخير من هذه الحرب.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك