ستكون جرائمه الأعظم خلال 5 سنوات.. د. وائل الحساوى منبهاً لخطورة الآى فون والتويتر
زاوية الكتابكتب مارس 13, 2012, 12:20 ص 695 مشاهدات 0
الراى
نسمات / فى كل بيت.. أفيون!
د. وائل الحساوى
كلمة جميلة للشيخ الفاضل أحمد القطان عن جهاز الآي فون، يقول فيها: «هذا مو آي فون، هذا أفيون»، والحقيقة أن جهاز الآي فون وما شابهه من أجهزة موصلة بالانترنت قد تحولت إلى أفيون حقيقي، وما أن تجلس في مكان عام حتى ترى غالبية الناس ممسكة بالجهاز لتتصفح التوتير والفيسبوك واليوتيوب وغيرها، حتى لقاءات العائلة والدواوين كثيرا ما تجد الجميع فيها مشغولاً عن الآخرين بالجهاز، وغالبية ما يتكلمون فيه هو ما يقرأونه في التويتر، بل ان بعض الشباب ليقضي الساعات الطويلة في التصفح ويعيش في عالم خاص به بعيدا عن العالم الحقيقي، وهذا هو ما يفعله الافيون بالمدمنين عليه.
ولئن سألت معظم الشباب عن معلوماتهم في العلوم الانسانية والسياسية او اللغة او التراث او الدين لوجدتها معلومات سطحية والسبب ان تلك الوسائل الاعلامية لا تثقف الناس ثقافة حقيقية وانما غالبية ما فيها من باب (قيل وقالوا).
تتبعت بعض المشهورين في عالم التويتر فوجدت جل كلامهم في قضايا تافهة، وبعضهم يستغل كثرة المتابعين له لكي يتحفهم بكلام مكرر مثل: الآن صحوت من النوم، كيف حالكم؟ الان اتجهت لزيارة صديقي فلان وهكذا وقد يخلق لنفسه اصطلاحا ليقلده الناس فيه اما اذا استطاع احدهم ان يتشابك مع اخر على التويتر ويتبادلان الشتائم فان اسهمه ترتفع إلى اقصى درجة والناس كلها تتقاطر على ان تصبح من اتباعه ليعرفوا ماذا حدث بينه وبين الآخر.
بل وشاهدنا بعض الامور التي تسببت بأزمات سياسية بسبب تبادل كلمات غير لائقة على التوتير مثلما حدث بين رئيس شرطة الامارات خلفان وبين الشيخ يوسف القرضاوي والدكتور طارق السويدان، وقد كنا في غنى عن مثل تلك المصادمات التي لا تحقق اي فائدة، وفجأة شاهدنا الشيخ محمد المهري وفيصل الدويسان وغيرهما يصطادون في مثل ذلك الماء العكر، ويتعهد الدويسان بفتح الملف للتحقيق فيه، في اعتقادي بان السبب في كل ذلك الصراع بين الناس تحت مظلة التويتر- وانا اسميه التوتر النفسي هو ضحالة افكارنا ومستوياتنا الثقافية وتعلقنا بالامور التافهة، واتوقع خلال الخمس سنوات المقبلة بأن تكون أعظم الجرائم التي تنظرها المحاكم هي جرائم الآي فون والتويتر.
أدعو جمعيات النفع العام مثل رابطة الادباء والجمعيات الخيرية وجميعة الصحافيين والاقتصاديين وغيرهم إلى تدارك ذلك الزلل وتوجيه الناس إلى حسن التعامل مع تلك الاجهزة واستغلال الجوانب المفيدة فيها والابتعاد عن سلبياتها الكثيرة قبل ان يقضي علينا ذلك الافيون كما قضى على سكان الصين ابان الاحتلال الانكليزي لها.
تعليقات