حاربوها قبل أن تتفشى
زاوية الكتابكتب مارس 12, 2012, 5:51 م 1896 مشاهدات 0
ثمة ظاهرة قد لفتت انتباهي في هذه الأيام ويجب أن نحاربها قبل أن تتفشى وقد يتساءل القارئ ما هذه الظاهرة ؟ منذ يومين كنت في إحدى الصيدليات الخاصة وتعرضت لموقف رفضته بطريقة جعلت الدكتور الصيدلي الاعتذار عن الموقف الذي صدر. وأتوقع أن هناك كثيرين تعرضوا لمثل هذا الموقف . فبالتأكيد لم أكن أنا الأولى ولم تبتدع هذه الفكرة على يدي.
تعودنا في الكويت الحبيبة أننا إذا اشترينا سلعة أن نستلم السلعة بيد والباقي باليد الأخرى ، ولكن منذ فترة وجيزة تغير الحال في بعض المحال وبصفة خاصة بالصيدليات الخاصة فأصبحنا نستلم السلعة والباقي في يد واحدة ولا وجود لباقي النقود حيث غيّر بعض العاملين النظام وأصبحوا يسددون الباقي بدواء وليس بمال ، وهذا أمر خطير.
لقد لا حظنا وجود مثل هذه العادة في بعض الدول الصديقة التي لها ظروف معيشية خاصة تختلف كليا عنا. ونحن إذ ننبه أهل الكويت على ظاهرة مثل هذه ونطالب بأن يتم محاربتها لأنها أولا : لا تتناسب مع عاداتنا ، وثانيا: لأننا نفترض أن التغيير يجب أن يكون نابعا من إرادتنا وليس فرضا علينا من جهة خارجية .
وبناء عليه لكي نحارب مثل هذه الظاهرة والتي ستمتد إلى جميع المحال التجارية، إن لم تدخل في القطاع الحكومي لاحقا . يجب أن تتوحد جميع الجهات التي تمثل الدولة من حكومة وبرلمان وشعب لرفض مثل هذه الظاهرة التي ستساعد على دخول ظواهر أخرى وبأشكال أخرى.
لذا نرجو من وزير الصحة الانتباه إلى الموضوع على أنه مشكلة أخلاقية تتعلق بالمهنة، فهو فرض من الدكتور الصيدلي على المشتري بشراء نوع من الأدوية قد يحتاجه لاحقا وهي عملية تتمثل بالتسويق الإجباري وهذا مرفوض، أما دور النواب هو النظر في هذه القضية على أنها عادات غريبة تدخل المجتمع ليس لها تشريع إسلامي . فالإسلام يرفض الاستغلال واعتقد أن مثل هذه الأفعال بمثابة بداية الطريق لوجود ظواهر سلبية أخرى على الدولة نحن في غنى عنها. وقد تسيء للمجتمع لاحقا في الرجوع إلى تبادل السلع بالسلع وليس السلع بالمال وهو أمر يؤثر على الحياة الاقتصادية على الدولة .
أما الشعب وهو إذ كان يتعامل مع هذه القضية في الدول الصديقة إنما يرجع إلى التزامه بعادات وعرف الدول التي يزورها ، فالشعب الكويتي يطبق مقولة ' يا غريب كن أديب' بحذافيرها ، لذا يلزم علينا كشعب إن نلتزم أيضاً بجعل الغير يطبق نفس المقولة من منطلق رفض تغيير العادات التي تربى عليها المجتمع . وإذا كان السبب الذي يدفعك بالموافقة على التهاون عن أخذ الباقي هو ضيق الوقت . تذكر أن الوقت ليس كفيلا بحفظ العادة بقدر ما هو قادر على قتلها.ويمكن للفرد استخدام البطاقات الائتمانية بدلا من الدفع النقدي ليتفادى الإحراج . إن تعاون الجهات التي ذكرناها في رفض مثل هذه الظاهرة والتي تقع تحت اسم الاستغلال هي دليل على المواطنة.
تعليقات