الإسلام ليس لحية طويلة و'كرشاً'.. برأي يوسف الشهاب
زاوية الكتابكتب مارس 12, 2012, 12:38 ص 831 مشاهدات 0
القبس
شرباكة / الإسلام... ليس لحية و'كرشاً'!
يوسف الشهاب
أذكر، يوم أن كنا في زهرة الطفولة والشطانة البريئة، وذاكرة الصغار لا تمحوها سنوات الزمن، كما يقال، أن أولياء الأمور كانوا يصطحبوننا إلى المساجد لنتعلم الصلاة منذ الصغر، لأنها للإنسان كالنقش بالحجر، يومها لم نكن نعرف شروط أداء الصلاة ولا طريقة الوضوء ولا حتى ما يجب القيام به داخل المسجد من التزام للهدوء والسكينة، ومن احترام الكبير والوقوف بالصفوف الخلفية وراء من هم الأكبر، ولأننا كذلك فقد كانت الشطانة تطغى على غاية الآباء من مرافقتنا لهم الى المسجد، كنا نلعب بالمياه بصراخ وضحك يثيران المصلين في مكان الوضوء، وكنا أيضاً لا نعرف الاستقامة في الصلاة، ولذا فالالتفات يميناً ويساراً لا يتوقف، أضف الى ذلك الضحك أحياناً مع الصغير الآخر، ومع كل ذلك وأكثر كان الآباء يحرصون على اصطحابنا إلى المسجد، شعوراً منهم بأن الصغير لا بد أن يتعلم كيفية الصلاة، حتى إذا ما قوي عوده كانت له زاداً يومياً ينفعه في دنياه وآخرته.
وهكذا كانت تلك الأيام كنزاً ورصيداً بصلاة نحرص عليها حتى هذا اليوم ولله الحمد.. لأنها عماد الدين وطهارة للروح والنفس وراحة للقلب، يقول الصادق المصدوق نبي الأمة صلى الله عليه وسلم لمؤذنه بلال «أرحنا بها يا بلال» حين يأزف وقت الأذان، وفي المقابل كان أولياء الأمور يحرصون كثيراً على الصلاة في المسجد ويتسابقون على الصفوف الأولى حتى في صلاة الفجر، وحيث يغيب أحدهم يذهبون للسؤال عنه، كانوا من دون لحية طويلة ولا دشداشة قصيرة، ولم يُكفّروا فلانا وعلانا، كانوا يعرفون سماحة الدين والوسطية فيهم، ويفرقون بين ما هو حرام فيجتنبونه وبين ما هو حلال فيتبعونه، قلوبهم بيضاء وتعاملهم نظيف وصادق لا يعرف المتاجرة بالدين ولا سيطرة الرأي على الآخرين، كانوا هكذا وأكثر رغم أنهم لم يدخلوا جامعات للشريعة ولا غيرها، لذا فقد اشتهر منهم الكثير حتى يومنا هذا نسمع ونقرأ عنهم.
في أيامنا هذه يذهب بعض من عرفوا وقرأوا بعض الآيات وحفظوا بعض الأحاديث وأطلقوا لحاهم الى أكثر من نصف متر، وأخاطوا الدشداشة الى الكعبين، أطلقوا لأنفسهم حرية فرض الرأي على الناس وتحديد ملابسهم وسلوكهم واتجاهاتهم تحت مظلة التشريع النيابي الذي يريدون استغلاله وفقاً لاتجاهاتهم السلفية والحدسية، وقولوا العدسية، وكأنهم لا يعلمون بأن المجتمع الكويتي، مسلم في ديانته محتشم في ملابسه، إسلامي في أخلاقه وتعامله إذا ما استثنينا فئة قليلة كويتية أو غير كويتية شطحت عن هذا الطريق القويم، وهؤلاء ركب الشيطان رؤوسهم، ونسأل الله لهم الهداية والاقتناع بضرورة العودة الى ما أمرنا به الإسلام المبارك من تعامل وسلوك وفضيلة بالنفس.
•نغزة
الإسلام ليس تجارة وصولاً الى مجالس الجمعيات التعاونية وليس لحية طويلة و«كرش»، بل هو دين سماحة وبشاشة وملبس أنيق، وقبل ذلك قلب نظيف ولسان عفيف.. طال عمرك.
تعليقات