هل الكويتيون حقاً ما فيهم خير؟!.. سامى النصف متسائلاً
زاوية الكتابكتب مارس 12, 2012, 12:36 ص 1166 مشاهدات 0
الأنباء
محطات / هل الكويتيون حقاً ما فيهم خير؟!
سامى النصف
قبل أسبوع كنت وأربعة من الاصدقاء الكويتيين المعروفين نتبادل الحديث مع ديبلوماسي قطري سابق بالنادي الديبلوماسي في الدوحة، عندما أبدى عتبه الشديد على كثير من أصدقائه الكويتيين الذين عاش بينهم سنوات طوالا كونهم لا يسألون ولا يبدون اهتماما به عند زيارته لهم، بعكس ما يحدث عندما يزورونه في بلده، ضاربا أمثلة عدة بهذا الخصوص، وقد حاولنا جاهدين التماس العذر لمن ذكرهم، إلا أنه بقي مصرا على رأيه.
***
كلما التقيت برجل الثقافة والأدب والفكر ورجل الخير الصديق عبدالعزيز البابطين، شعرت بالخجل الشديد من كيفية تعامل بلده وبعض الساسة معه، فأبوسعود سخّر ومنذ عام 74 ماله وجهده لرفع اسم الكويت عاليا عبر الانشطة الثقافية والفكرية وأعمال الخير التي يقوم بها، وبدلا من أن يشكر على عمله الفريد والمميز، بخل البعض عليه بأرض عامة صغيرة يقيم عليها من ماله وقفا لن يدخل فلس منه لجيبه الخاص، بل سيصرف كل دخله على الأنشطة الثقافية والبعثات الطلابية التي يقوم بها والتي لا يضمن استمرارها بعد رحيله، في وقت تمنح فيه نفس الدولة وبموافقة نفس الساسة ملايين الأمتار للمزارع والقسائم الصناعية والاسطبلات والجواخير والتي ينتج عنها مردود بالملايين لمن منحت له دون مردود على الكويت.. والله عيب!
***
كنت في مكتب قنصل الكويت في دبي بعد أيام قليلة من الغزو قادما من الهند عندما دخل علينا رجل الاعمال الاماراتي جمعة الماجد، عارضا التكفل بإحضار وإعاشة 20 ألف كويتي تقطعت بهم السبل في تركيا ثم ضاعف ذلك العدد فيما بعد، نهاية القصة في يونيو 91 عندما «لطع» عند باب الطائرة الكويتية المتجهة للكويت تحت شمس الصيف الحارقة لتفتيشه وكأن من آوى الكويتيين ينتوي خطف طائرتهم، ثم زار الوزير المسؤول في الكويت وقدم له كتابا من حاكم دبي يطلب منه الدعم الفني ـ لا المالي ـ لإنشاء مركز تراثي فأشّر الوزير سرا على الكتاب.. يحفظ.. والله عيب!
***
يعتقد بعض النواب أن أكبر أصول «الكويتية» ليست طائراتها المتهالكة التي تسبب خسائرها والتي أحسن الوزير م.سالم الاذينة في قراره بتحديث أسطولها، وليس في مبانيها التي لا تملكها بل هي مستأجرة من الدولة، وليس في حقوق النقل ضمن سياسة الأجواء المفتوحة، بل ان الأصل الأكبر في رأيهم هو أحكام التعويضات التي تفوق المليار دولار والتي السبب الرئيسي في صدورها هو شهادات زميل الدراسة الكابتن العراقي نمير الجنابي وأخيه سرمد أمام المحاكم البريطانية وكشفهما وإحضارهما محركات الطائرات المسروقة والتي تتجاوز قيمتها الملايين، نهاية الكابتن أبوأحمد هي عيشه لاجئا هذه الايام في مصر ـ لا الكويت ـ في وضع يصعب على الكافر دون أن يرد أحد إحسانه بإحسان.. والله عيب!
***
التقيت قبل الأمس وبمعية الصديق د.عصام الفليج بعضو مجلس العلاقات الاسترالية ـ العربية وعضو جمعية الصداقة الكويتية في أستراليا السيد عبدالجليل الباف وهو من أصل لبناني عاش أغلب حياته في الكويت وأستراليا، واكتشفت من حديثي معه أن وزير التخطيط في الكويت ابان الغزو السيد سليمان المطوع طلب منه آنذاك ان يقوم بعمل «لوبي» في البرلمان الاسترالي لدعم الكويت، وهو ما قام به بنجاح تام بعد أن أنفق كما هو معتاد في تلك القضايا ما يقارب المليون دولار (270 ألف دينار) اقترضها من البنوك، مما اضطره لاحقا لرهن وبيع بيته لتسديدها، ومازال يطالب بذلك المبلغ الزهيد على الدولة منذ عشرين عاما، وكان من المفروض ألا يستغرق الأمر إلا دقائق قليلة، فإما إعطاؤه حقه مع الشكر والتقدير أو إبداء أسباب حقيقية للرفض و... والله عيب!
***
آخر محطة:
(1) للغزو جوانب مضيئة لشعبنا الكويتي وهي الأعم والأغلب، إلا أن له جوانب مظلمة كذلك، حيث تبرأ القريب من قريبه والصديق من صديقه، وبدلا من تكاتف الكويتيين في المهجر كحال الجاليات الأخرى في العالم أخذ البعض يروج لتطفيش إخوانه الكويتيين من البلد الذي يعيش به.. والله عيب!
(2) ومن الجوانب المظلمة جدا لتلك الحقبة والمسكوت عنها من تعاون أو أبلغ أو تجسس لصالح مخابرات العدو الصدامي، مما أدى لاعتقالات وإعدامات بين صفوف المقاومة الكويتية الباسلة التي رفعت الرؤوس والتي لم يعد أحد يذكرها للأسف هذه الايام.. والله عيب!
(3) أخيرا.. وصلت وطاقم الطائرة الجامبو التي أقودها وجمع من الأصدقاء لفندق التاج في بومبي صبيحة يوم الغزو وقد استقبلني مدير الفندق الصديق «سام» وأخبرني أني وطاقمي وأصدقائي سنقيم في الفندق مجانا مع خدمة كاملة، فشكرته وأخبرت إدارة المؤسسة في لندن بما فعله، نهاية القصة حدثت بعد التحرير بأربعة أشهر عندما قامت «الكويتية» بتغيير فندق إقامة الطاقم في بومبي من التاج الى منافسه فندق «الأوبروي».. والله عيب!
تعليقات