مكافحة الفساد تبدأ بإقصاء 'ديناصورات المصالح'.. د.هند الشومر ناصحة الحكومة

الأنباء

 ألم وأمل  /  الديناصور والأحفورة

 د. هند الشومر

 

كانت الديناصورات متواجدة طيلة 160 مليون سنة وهي الفقاريات المهيمنة على سطح الأرض، لذلك كان يضرب المثل بمن يعمر طويلا بتشبيهه بالديناصور، والأحافير هي الدليل على وجود هذه الفقاريات التي تبقى باقي الزمن بعد موتها كدليل على وجودها، وفي عصرنا الحالي توجد ديناصورات من نوع آخر.. ديناصورات لا تريد أن تنقرض حتى مع قوانين وأنظمة العمل والخدمة المدنية وأصبحت لصيقة بالمكان الذي توجد فيه.

إن الوظائف وضعت حتى يعمل فيها الموظف فترة من الزمن ويرحل بعد ذلك ليفسح المجال لغيره من الدماء الجديدة التي تستطيع أن تجدد وتبدع وتطور العمل حتى تتحقق التنمية في الوطن، ولكن بعض الديناصورات ترفض البعد عن مكان العمل ليس لإبداعها ولكن للفوائد التي تجنيها من البقاء في هذا المكان. وأي فوائد؟! غالبيتها فوائد شخصية وتعرقل التنمية والإنجازات.

إن القوانين وجدت للتطبيق لا للطباعة على الورق والنشر فقط، والقرارات التي تنظم العمل والتي يتم إصدارها هدفها السير بمسيرة الوطن الى الأمام.

وقد انتشر الفساد في بعض الدوائر والمؤسسات بسبب وجود هذه الديناصورات التي تبحث عن غذائها دون غذاء الوطن، والحصول على الفوائد الشخصية دون النظر أو التفكير بمردود ذلك على مسيرة التنمية.

وقد دعانا الله سبحانه وتعالى الى مكافحة الفساد، وكانت كلمة صاحب السمو الأمير حفظه الله في أكثر من مناسبة تحث على ذلك، ولهذا يجب على جميع الوزراء العمل على مكافحة الفساد بإقصاء الديناصورات عن الدوائر المتواجدين بها حتى يتطور الوطن ويرقى بدلا من الحصول على الأحافير غير المجدية بعد فترة من الزمن ومن دون الحصول على التنمية والتطور.