'قذف بهم القدر والواسطات السياسية'.. عبد الأمير التركى متحدثاً عن قيادات الإعلام الحكومى

زاوية الكتاب

كتب 858 مشاهدات 0


الشاهد

تطوير الإعلام الحكومى

عبد الأمير التركى

لابد أن ننظر، إلى قضية تطوير اعلام الدولة من جميع أبعادها، أي من وجهة نظر أبعد من وجهات نظر المسؤولين القياديين في الاذاعة والتلفزيون، الذين قذف بهم القدر في طريق المدعين والخلاقين وأصحاب المواهب، ليمارسوا عليهم، عقد النقص، وعدم الالمام بالعمل الاعلامي، والبعيدين كل البعد عن دراسة حاجات التحول الاجتماعي وحركته والموارد المتوافرة، وبهذا يفتقدون النظام الإعلامي المناسب.
ان المتربع على قيادة الجهاز الإعلامي سواء في الدولة أو في القطاع الخاص، يجب ان يكون ملماً وعارفاً بكيفية وضع الاستراتيجية أو الخطة الإعلامية، ويجب ان يعرف أولاً ثقافة المنطقة التي يخطط لها لكي يعرف بعد ذلك كيف يمكن تحقيق التحويل المطلوب.
ماذا يمكن عمله بالإعلام والاقناع؟ وبأي أي نوع من الإعلام والاقناع؟ وما الذي ينبغي عمله لتهيئة الامكانات وتخصيص الموارد؟ ثم يأتي بعد ذلك دور وضع الموارد المالية والموارد الإعلامية موضع العمل حين يمكن لأحدهما أن يتمم الآخر! لابد من الاهتمام بالتلفزيون، حيث ان للتلفزيون فاعلية فريدة لأنه من الوسائل التي تعتمد على حاسة السمع وحاسة البصر، وبشكل عام يتمتع التلفزيون بعدة مزايا يشارك بعضها الوسائل الأخرى، وينفرد في البعض الآخر فمن مزايا التلفزيون الاساسية أنه اقرب وسيلة للاتصال المواجهي وأنه يستطيع ان يكبر الأشياء الصغيرة ويحرك الأشياء الثابتة، كما انه يقدم مادة اعلامية في نفس زمن حدوثها، أي قد لا تمر فترة زمنية بين وقوع الحدث وتقديمه، والتلفزيون في المجتمعات الغربية المتقدمة وبشكل خاص في الولايات المتحدة الأميركية وسيلة قوية يمكن بواسطتها الوصول إلى جميع المواطنين، من هذا كله يتضح لنا ان التلفزيون وسيلة باردة للاتصال وذلك لأنه يحتاج إلى قدر كبير من المساهمة من جانب المتفرج اساساً فقد أعاد التلفزيون تشكيل المؤسسات السياسية في أوروبا، وأحدث ثورة سياسية في العالم الغربي، ذلك أنه يخلق نوعاً جديداً تماماً من القادة القوميين، وكاسترو نموذج جيد لهذا النوع الجديد من الزعماء، لأنه يحكم دولته بالكاميرا ويعطي الشعب احساساً بأنه يتفاهم معه مباشرة في عملية جماعية لاتخاذ الرأي، حيث أن كاسترو يخلط بشكل مباشر التعليم السياسي بالدعاية والتوجيه ويحيط جهوده الاستعراضية باطار مشابه لما كان يفعله موسوليني أو هتلر أو روزفلت في أيام الراديو أو كندي في عصر التلفزيون، كل واحد من أولئك كان امبراطوراً على نطاق لم يعرف من قبل في العالم، لأنهم جميعاً سيطروا على وسائل الإعلام التي استخدموها.
كل ما ذكرناه هو محاولة تلخيص بقدر المستطاع للأسس التي ينبغي أن يكون عليها الإعلام في الدول المتقدمة، اننا هنا نتوجه إلى الشيخ محمد العبدالله المبارك وزير الإعلام، لنقول له، اننا فعلاً يا معالي الوزير بحاجة ملحة إلى اعادة النظر في التخطيط الهيكلي للاذاعة والتلفزيون، واعادة النظر بالقياديين الذين قذف بهم القدر، والواسطات السياسية وأكثرهم خرجوا من تحت الطاولة، نريد قياديين حقيقيين، قادرين على وضع استراتيجية اعلامية شاملة، وأن تضع نصب عين معاليك أن اجهزة الاعلام لا تدار بكثرة موظفيها وانما بالمواهب المبدعة والعقول المفكرة الخلاقة.
حكمة اليوم:
»يا مركب الهند يابو دقلين .. يا ليتني كنت ربانه«

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك