مسخرتنا أصبحت منا وفينا.. جعفر رجب مازحاً
زاوية الكتابكتب مارس 11, 2012, 1:10 ص 1486 مشاهدات 0
الراى
تحت الحزام حنين إلى حنين
جعفر رجب
لأن «النت» عطلان، اتجهت الى البقالة واشتريت، قلم «باركر»، ودفتر الرسائل، التي تزين صفحاتها وردة حمراء، وكتبت هذه الرسالة الى ابنتي:
ابنتي حنين، يا حفيدة المجوس وعبدة النار، بما انك في الغربة لشهرين فقط، فلا بأس ان احدثك عن اخبارنا واخبار البلاد!
قبل ايام كان عيد المساخر عند اليهود، وهو يوم واحد، ونحن كل ايامنا مساخر، مسخرتنا منا وفينا، تحولنا من شعب يسخر من الكل، الى شعب الكل يسخر منه...!
حنين، كلما انظر الى البنات وهن مهرولات الى مدارسهن، وقطرات المطر تداعب حقائبهن، اتذكر حقيبتك الوردية التي طالما حملتيها، ويقال أنهم سيمنعون الحقائب الوردية، لانها ضد قانون الحشمة، فقد اكتشف النواب اننا قوم بلا حشمة ولا حشيمة، ولا نعرف كيف نربي بناتنا واولادنا، ولهذا سيتكفل اعضاء المجلس بتربيتنا، وسيبدؤون بالالوان، لبس اسود في الحياة، وعند الممات ابيض، وهذا يعني ان عليك اخفاء «بوتك» الاحمر لانه كفر صريح!
حنين يا ملاكا بشعر اسود وقلب ابيض، في غرفتك القديمة، فوق سريرك كانت رسمة ملاك تحمل قلوبا صغيرة تنثرها عليك وانت نائمة، اعلمي ان الرسومات زندقة، والاصنام شرك، والقانون سيطبق، عليك وعلى اهلك، وسيجلدون باعة الاصنام والتماثيل، وسيحرقون من ثبتت عليه تهمة صنع التماثيل والترويج لها، في ساحة الصفاة، وسط تصفيق ضمائر الامة!
حنين يا سيدة نساء القلب، انت تظنين بان مشاكل العالم تبدأ وتنتهي بملابسي، ومظهري، تعبت وانت «ترقعين» في مظهري مثلما تعبت امك من قبل، والنواب لم يتعبوا وهم يرددون «اذناب ايران والبعث...» حتى عندما حدثت قضية بين ابن نائب وخادمة فليبينية، اقام النائب مؤتمرا صحافيا اتهم فيها اذناب ايران، بالضلوع في القضية، فهنا كل ذنوبنا نعلقها بالاذناب، وكان الله غفورا رحيما!
حنين يا حاملة لقب السيدة «الاخيرة»، لانك كنت آخر الاطفال نزولا من السيارة عند العودة من المدرسة، وكنا نجري مفاوضات مطولة من اجل اقناعك بالنزول، الان هذا البلد تحول من الدولة الاولى الى الاخيرة في كل شيء، لقد اصبحنا الدولة الاولى في التخلف، بفضل جهودنا الجبارة في تدميرها، وصارت آخر اهتماماتنا!
حنين ايتها الشهرزاد المسافرة في قصص الف ليلة وليلة، هنا الف قصة وقصة ساخرة، لشعب غريب، باهتمامات غريبة، حتى وصل الامر بمن يحمل في وجهه «طنين ونصف» من الشوارب، يكتب منتقدا ماكياج المطربة «احلام» في برنامج تلفزيوني!
يا ابنتي، اسمعي كلام اب ربع قلبه في الكويت، وربعه في دبلن، ونصفه في نيوكاسل، بعد سنوات من البحث اكتشفت، ان الياباني «ماعنده» فوضى، والانكليزي «ماعنده» تسيب في العمل، والالماني «ماعنده» واسطة، ومحاباة لرؤسائه، وان الكويتي انسان «ماعنده» سالفة... «وايد» ما عنده سالفة!
تعليقات