أفكار برنارد لويس

زاوية الكتاب

كتب 3941 مشاهدات 0

خالد طعمه

هو برنارد لويس المولود من أسرة يهودية في لندن عام 1916م وأتقن العبرية و الآرامية والعربية و اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية وتخرج عام 1936م من جامعة لندن كلية الدراسات الشرقية والأفريقية ، درس القانون والتاريخ ونال الدكتوراة متخصصا في التاريخ الاسلامي وفي عام 1940 م شارك في الحرب العالمية الثانية من ضمن الجيش البريطاني في الهيئة الملكية المدرعة وهيئة الاستخبارات ، إتجه إلى جامعتي برنستون و كورنل في السبعينات وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1982م ، وتقاعد عام 1986م من أصدقائه : شمعون بيريز وأحمد الجلبي و ديك تشيني وريتشارد بيرل وجيمس ووزلي و كارل روف و بول وولفوويتز ، ألف العديد من الكتب وهي: العرب في التاريخ 1950م وظهور تركيا الحديثة1961م و الحشاشون 1967م والمسلمون يكتشفون أوروبا1982م ويهود الاسلام و الاسلام من النبي محمد وحتى فتح القسطنطينية عام 1987م ولغة السياسة في الإسلام 1988م والعرق والرق في الشرق الأوسط1990م و عالم الإسلام1991م و الاسلام والغرب والاسلام في التاريخ عام 1993م وتشكيل الشرق الأوسط الحديث و ثقافات متناحرة مسيحيون ومسلمون ويهود في عصر الإكتشاف عام 1994م و الشرق الأوسط: تاريخ موجز لألفي عام و كمال أتاتورك: تحويل صورة أمة عام 1995م و مستقبل الشرق الأوسط 1997م والهويات المتعددة للشرق الأوسط 1998م و فسيفساء الشرق الأوسط 2000م و ما الخطأ 2002 م وأخيراً كتاب أزمة الإسلام: الحرب المقدّسة والإرهاب المدنـَّس 2003م .
قد يبدو لدى البعض من خلال عناوين كتب لويس أنه مؤرخ عادي يكتب ويسرد التاريخ ويذكر وجهة نظره إلا إننا إذا ما تمحصناها لوجدنا العجب العجاب والمخططات الصهيونية والسنياريوهات المدبرة للقادم من الأيام وهو باختصار عبارة عن مشجع وشاحذ لهمم الغرب تجاه الاسلام والمسلمين حتى لاتقوم لهم قائمة ، في كتابه مستقبل الشرق الأوسط يقول لويس حول مستقبل العلاقة بين الشرق الأوسط واسرائيل : أن الحل لن يتأتى إلا عن طريق التغيير الجذري لأنماط التفكير في العالم العربي والإسلامي... ابتداء من قبول واعتناق مبدأ التعاون في حل النزاعات، ونمو الحد الأدنى من بنية الإحتكاك والتواصل بين إسرائيل وجيرانها وصولاً إلى 'التأقلم'. بل أبعد من هذا، فقد يتطور التأقلم مع الوقت ليغدو تسامحاً، والتسامح قبولاً، والقبول ثقةً، وقد تتطور الثقة إلى صداقة ، يقول أيضا في مقال شهير حمل عنوان جذور الغضب الإسلامي عام 1990م :عانى المسلم من مراحل متتالية من الهزائم. الهزيمة الأولى كانت خسارته لموقع السيادة التاريخي في العالم، في مواجهة روسيا والغرب. الهزيمة الثانية كانت تحجيم سيادته الوطنية الداخلية عبر اجتياح الأفكار والقوانين وسبل العيش الغربية، وأحياناً إلى درجة تنصيب الحكام الغرباء وتوطين المستعمرين من غير المسلمين على أرضه. أما الهزيمة الثالثة، وهي القشة التي قصمت ظهر البعير، فكانت تحدي سيادته على أسرته من خلال تعميم شعارات تحرر امرأته أو تثوير أبنائه على أنماط وأساليب حياته التقليدية ، من خلال هذه الكلمات لنتأمل قليلاً ونفكر بعمق في الهزيمة الثالثة التي أوردها لويس وهي تلك المتعلقة بإضعاف سيادة الرجل في بيته وهو ماشهدناه من مطالبات في مشاركة المرأة مع الرجل في العديد من الأمور ومساواتها معه وصولاً إلى تغريبها عن المجتمع وتركها لشعائر المسلمين وأحكام المرأة المسلمة والأبناء في في ممارسة حرياتهم بعيداً عن البيت والأسرة والحرص على التفكك الأسري بالله عليكم ألا نشاهد ذلك في هذه الأيام ؟ مع دخول صور التقنية الحديثة كالآيفون والآي باد ألم تحكم السيطرة من قبل الغرب على المرأة والأبناء؟؟ وإذا عدنا إلى الهزيمة الثانية ألم يؤتى بكرزاي على أفغانستان ؟ ولم نلاحظ الاتفاقيات القانونية المتعلقة باباحة المثلية والشذوذ الجنسي ؟
لنربط ماحدث للدول الإسلامية العربية والغير عربية في السنوات الماضية ولنفكر بعمق حول أفكر لويس ترى هل نفذت ؟ في لقاء أجرته وكالة الإعلام معه بتاريخ20/5/2005م قال : 'إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط علي قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها' لنجمع الأفكار ونحلل سوية وصفه بأن تجربة بريطانيا وفرنسا للمنطقة الاسلامية كانت فاشلة وهو مايفتح إعتبارات أن إستقلال دولنا وحياتنا غير مستحقة في نظره ويمكن لنا تصور أن هنالك تنافس غير معلن بين اليهود والبريطانيين والفرنسيين لكون الأخيرين فشلة من منظوره ، وأن مناداته لتقسيم المنطقة عرقياً وطائفياً هو الملاحظ اليوم من أصوات نشاز وصلت إلينا في الكويت ونحن نحاربها ونحاول جاهدين حتى وصلت إلى قبة البرلمان مع الأسف وهي التفرقة على أساس سني وشيعي قبلي وحضري وفي شق تدريب المنطقة ديموقراطيا مثل المطالبة بانشاء الأحزاب وتوسيع نطاق مفهوم حقوق الانسان كالشواذ وتحرير المرأة وغيره ودعم الربيع العربي في بعض الدول لرفع شعار الديموقراطية ؟
في عام 2007 كتب مقالا لصحيفة وول سترييت حول مؤتمر أنابوليس قال فيه: يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت، غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل، وهنا لو نقولب صفحات الأحداث سوف نكتشف أنه في 29/9/2007 قيام مجلس الشيوخ الأمريكي بالتصويت على إشتراط انسحاب القوات الأمريكية من العراق على تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات وهو ماتم من قبل مسعود برزاني عندما استفتى لتقرير مصير إقليم كردستان العراق واعتبار عاصمته محافظة 'كركوك' محافظة كردية تم في أكتوبر 2010 وفي دستور طوني بريمر أقرت الفيدرالية التي تشمل ثلاث دويلات موزعة على أسس طائفية: شيعية جنوباً سنية في الوسط كردية شمالاً ، وتقسيم لبنان إلى نظام مقام على ثلاثة طوائف سني شيعي مسيحي ، وكذلك تقسيم السودان وفصل الجنوب عنه على أساس إسلامي ومسيحي ، وفي الحقيقة عندما تتبعت أفكار لويس إكتشفت أنه في عام 1980 تقريبا نشر دراسةً له في مجلة وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون) تناول فيها مخططات لتفكيك الدول الاسلامية العربية وغير العربية إلى عدة دول طائفية عرقية ضارباً من خلالها بالأنظمة والدساتير التي أقرت في عقود سابقة والتفكيك يبتدأ من باكستان وحتى المغرب مشتملةً على خرائط مرفقة ومعبرة لمشروعه وفي العام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع على مشروعه وجعله قانوناً معتمداً وإدراجه من ضمن الخطط المستقبلة !
في 1 /5 /2006م ألقي 'ديك تشيني' نائب الرئيس 'بوش الابن' خطابًا يكرِّم فيه 'لويس' في مجلس الشئون العالمية في فيلادلفيا؛ حيث ذكر 'تشيني' قد جاء إلي واشنطن ليكون مستشارًا لوزير الدفاع لشئون الشرق الأوسط.
إن مخططات برنارد ليست حبراً على ورق بل تشكل تهديداً قوياً لسيادة دولة الكويت ودول المنطقة ويجب أن ندرك أنه من الواجب علينا اليوم التمسك بحكم أسرة آل الصباح الكرام ونبذ كافة صور التعصب والأفكار الدخيلة التي تبهج العدو وتفرحه وعدم الانصياع للمؤامرات التي تحاك ضد سيادتنا أو سيادة الدول الصديقة المسلمة سواءاً في الخليج أو غيره اللهم بلغت اللهم فاشهد

خالد طعمة

الآن-رأي: خالد طعمة

تعليقات

اكتب تعليقك