حكومة بلاليط، برأى نايف العدواني
زاوية الكتابكتب مارس 9, 2012, 12:26 ص 1334 مشاهدات 0
الشاهد
د .نايف العدواني
حكومة البلاليط
الجمعة, 09 مارس 2012
حجم الخط طباعة أرسل الخبر الى صديق كن أول من يعلق !
البلاليط لغير الناطقين باللهجة الكويتية اسم لطبق رمضاني مكون من »الشعرية« أو اعواد القمح يغلى بالماء اولاً ثم يقلى بالزيت او السمن »العداني« ويكون ألذ عندما يضاف اليه الزعفران والهيل المطحون، ويقدم مغطى بالبيض »القرص« أو »السكرامبل ايقز« كما يقول اخواننا الأميركان، ومن أهم ميزات هذا الطبق انه يجب ان يؤكل طازجاً وفي الحال والتو، لذا يقدم مباشرة بعد الفطور، والا فقد بريقه ولذته واصبح شكله باهتاً وغير شهي، فاذا اصبح هذا الطبق بارداً أو »مثلجاً« فقد اغراءه وقيمته الغذائية، فحكومتنا الجديدة اطال الله في عمرها حتى تبلغ الأربع سنوات الجديدة، بعد السنوات العجاف التي مرت بها الحكومات السابقة التي تطلخت سمعتها بالفساد والافساد وكثر في حشودها المفسدون، واشباه الرجال وليس رجال الدولة طلعت علينا هذه الأيام بصرعة قديمة وجديدة في الوقت نفسه، وهي صرعة مسجلة للحكام العرب والحكومات العربية فقط دون غيرهم، وهي اعلان المسؤولين في هذه الحكومات عن الزيارات المفاجئة كما يدعون، وفي رواية اخرى الزيارات المرتبة والمبرمجة للوزارات والمصالح الحكومية، لتفقد سير العمل فيها والاطلاع عن قرب على هموم المواطنين ومظالم العباد، ومحاسبة المسؤولين المقصرين او المتغيبين وخير شاهد على هذه الزيارات السرية جداً والمفاجئة جداً هو التغطية الصحافية الشاملة والعلنية لكل وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة وحتى المصورة لها، منذ ان تكون فكرة في رأس المسؤول الحكومي حتى ترى النور في شكلها المادي، بتواجد هذا المسؤول في الوزارة او المصلحة الحكومية، الا اذا كان الصحافيون من الكهنة والسحرة الذين يعرفون ويعلمون عن افكار ونوايا المسؤولين حتى وهي وليدة افكارهم وفي عقولهم.
الاعلان عن قيام سمو رئيس الوزراء عن تفقد وزرائه في وزاراتهم تقليعة جديدة وقديمة لا تغني ولا تسمن من جوع، وليس لها تأثير على الصالح العام الا ضياع الكثير من وقت سموه عن متابعة مصالح البلاد في مقره في مجلس الوزراء الذي يسيطر على كل مقدرات الدولة، ويتوافر تحت يديه كل البيانات والارقام والمعلومات التي يريدها سموه بمجرد الطلب فتكون احلامه اوامر، سمو رئيس الوزراء تحت يديه كنوز من المعلومات والارقام والاحصائيات، وصناديق الشكاوى في الوزارات وفي اروقة المحاكم، ووزارة العدل مليئة بالشكاوى والتظلمات التي مازالت حبيسة هذه الصناديق تغطيها اكوام من التراب، لعدم فتح هذه الصناديق منذ ان عقلت، وكثرة المظالم التي لم تفتح ملفاتها، زيارة سمو الرئيس لن تزيد رصيد شعبيته امام الشعب المتعطش للانجازات والتطبيقات اكثر من التصريحات والزيارات، فالشعب الكويتي ملّ تصريحات المرشحين في مقارهم الانتخابية في الاسابيع الفائتة، وقرر من خلال صناديق الاقتراع من يريد منهم الانجاز وليس الصراخ، والحكومة صرحت بما فيه الكفاية بأنها ستسلك الطريق القويم ومدت ايديها للتعاون واتباع نهج جديد، والبرلمان حاز الاغلبية ولم يبق الا شد العزم ودفع عجلة التنمية الى الامام، من خلال مشاريع انمائية على غرار مشروع مارشال العظيم في اميركا، الذي نهض بالولايات المتحدة ومن خطوات إصلاحية ثورية تنسف الفساد وتحيل المفسدين للقضاء ليقول كلمته، زيارة سمو الرئيس لن تزيد الا من رصيد صوره الشخصية وصور وزرائه وتضيف الى البومات صورهم البوماً جديداً، نحن الشعب الكويتي في عام 2012 لا نريد تصريحات ولا نريد زيارات بل نريد اصلاحات، وانجازات يا سمو الرئيس اطال الله في عمرك وعمر وزرائك، والا أصبح حال حكومتنا كالبلاليط تبدو لذيذة في بدايتها لكنها تبرد وتقل قيمتها اذا لم تؤكل بسرعة او تعمل بسرعة.
تعليقات