كتلة العدالة «اسم على غير مسمى »، برأى الدعيج
زاوية الكتابكتب مارس 7, 2012, 12:56 ص 1241 مشاهدات 0
القبس
أمس ماشية واليوم نفط
كتب عبداللطيف الدعيج :
بمناسبة الحديث عن الاحتشام والتقعيد او التقاعد المبكر للمرأة، لماذا يحتقر الانسان العربي او الشرقي عموما المرأة؟ (اي واحد ينوي الحديث عن تكريم او تعزيز المرأة في المنطقة عليه ان «يسد بوزه» لان هذا سخف وتدجيل ما بعده سخف وتدجيل). لم يسعفني الحظ في العثور على تفسير عند اي من الباحثين عن هذا السؤال، في الواقع انا لم اعثر حتى الآن على اي دراسة «انثروبولوجية» للجزيرة العربية توضح طبيعة العلاقات فيها بين السكان المحليين. التي اعتقد ان هذا «الاحتقار» استمد جذوره منها.
لكن اذا أطلقت لخيالي العنان، ونظرت الى الجزيرة العربية، التي خلت من اي من المواد الاولية، فان المواد القابلة للتحويل او الصناعة هي المواد المستخلصة من الماشية او من بقاياها. اي الجلود والعظام او الصوف بالذات. والماشية او مجمل صناعتها التحويلية (الاجبان والسدو) ارتبطت بالمرأة. باعتبار ان الرجل كان يصيد في الازمنة البعيدة، ثم يرعى في المتوسطة، ثم يغزو في الازمنة القريبة، ثم «لا يعمل على الاطلاق في عصر النفط». المرأة هي العنصر العامل الوحيد في العائلة او العشيرة، الرجل لم يكن يعمل، حيث مهمته كانت تنحصر في الحراسة ثم الحرابة. اي الغزو او «البوق»، والبوق اشرف من السرقة، لان السرقة تعني الاختلاس وتدل على الضعف، حيث يتستر «اللص» او الحرامي بالليل او المجهول لتنفيذ او للقيام بسرقته. الغزو، او البوق يحدث في وضح النهار وبالقوة، وبالتالي يسم القائم به بالشرف والرفعة. لدرجة ان العرب لديها قبائل شريفة، وهي القبائل التي تعتمد في معاشها على الرعي والغزو، بينما القبائل التي شارفت على التحضر ومارست بعضا من الزراعة او صيد السمك على السواحل اعتبرت قبائل وضيعة، لانها الى حد ما «تعمل» او تصنع.
لهذا فان العرب بشكل عام يحتقرون «الصناعة» والصانع بالذات، وبما ان المرأة هي التي تصنع في العائلة، وهي التي تتولى القيام بكل الصناعات التحويلية، فان النظر اليها على انها «صانع» اوجب الاحتقار، وبالتالي السمة بالدونية والوضاعة، ولم يشفع لها كونها احد افراد الاسرة او العشيرة.
وربما من سخرية الاقدار، ان انسان الجزيرة العربية لا يزال حتى الوقت الحالي لا «يعمل» او يصنع. قديما كانت الماشية تعلف انسان الجزيرة، حاليا يتولى النفط، الذي تستخرجه الايدي الاجنبية، تغذية بل حتى ترفيه الانسان العربي. بالامس كان يملك الماشية واليوم يملك النفط. لا تزال المرأة بحكم موروثها التاريخي اكثر انتاجا وأغزر حتى علماً من الرجل العربي، لهذا حتى الآن، وفي الوقت الحالي، فان المرأة تتفوق في الدراسة وتتفوق في العمل... ولهذا يخشى الرجل العربي المرأة... او ان شئت يحتقرها ويكبتها حتى لا تكشف عجزه وقلة حيلته.
***
< نكتة الموسم...كتلة العدالة «اسم على غير مسمى بالطبع»، اعلنت انها ستتقدم بقانون يلزم «الاستعانة بالكويتيين المتقاعدين للعمل في الجهات الحكومية»، يعني عندنا وظائف شاغرة وحاجة ماسة لـ«العمال»، وان المواطن الكويتي عامل من الدرجة فوق العادة، بحيث انه يجب الاستفادة منه حتى بعد التقاعد. مشرع ينضح حكمة.. يريدون تقعيد المرأة، المتفوقة دراسيا والافضل انتاجا، مبكرا. ويعملون في الوقت نفسه على اعادة «الذكر»، الذي لا يعمل، الى العمل... حكمة «اسلامية».. رجاء اعد قراءة المقال اللي فوق مرة ثانية او الافضل ارسال نسخ منه لـ«عيايرة» كتلة التنمية، الذين يريدون تقعيد الموظفات الناشطات وتوظيف «الموظفين» الذين يكرهون العمل..!!!
عبداللطيف الدعيج
تعليقات