في ذكراه الرابعة.. قيس الأسطي يتذكر مواقف الربعي
زاوية الكتابكتب مارس 5, 2012, 12:20 ص 949 مشاهدات 0
القبس
بوقتيبة.. كم نفتقدك!
كتب قيس الأسطى :
تمر الذكرى الرابعة لرحيل د. أحمد الربعي وسط ظروف اقليمية ومحلية معقدة، تجعل الجميع يردد عبارة: لو كان الربعي موجوداً لقال كذا وكذا، وفعل كذا وكذا.
الربعي شخصية معقّدة وبسيطة في الوقت نفسه، يجب ان تدرك جيدا وانت تكتب عنه انك تكتب عن شخصية غير تقليدية وغير عادية.
اتفق معه كثيرون واختلف معه اكثر، لكنه لم يُدخل العائلة والطائفة والقبيلة ضمن هذه الصراعات.
وهي ميزة نفتقر اليها كثيرا هذه الأيام، فكثير من سياسيينا جعلوا من الهجوم على أشخاصهم هجوما على القبيلة والطائفة والعائلة، لدرجة أنك - ككاتب - بتَّ تخاف من انتقاد اي موقف لنائب، حتى لا تتعرض للضرب من بعض مؤيديه، وهي مرحلة سيئة لم نصل إليها من قبل!
ميزة الراحل الكبير انه خاصم بالسياسة، ولم يعر الاعتبارات الفئوية أي اهتمام، وهادن للمصلحة العامة من دون اي اعتبار لمصلحة انتخابية او «كم صوت» يمكن ان يخسره بسبب هذه المهادنة!
لم تكن في حساباته عملية نتائج انتخابات مجلس الأمة، وكنا عندما نطرح عليه بعض المعادلات الانتخابية التي ستواجهه إثر بعض الاستجوابات، او بعض المواقف، كان يرد بالقول ان البلد أكبر من انتخابات أربحها أو أخسرها «مو كل شيء انتخابات».
البشر كانوا لديه هم البشر، بغض النظر عن جنسهم وعرقهم.
الربعي لم يكن بحاجة إلى زيارة بيت القرين في ذكرى التحرير، ليثبت أنه لم يفرق بين أحد من معارفه، لأنه فعْل كان يمارسه كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، وليس شعارا يتكسب منه ويمارس عكسه، كما يفعل الكثيرون هذه الأيام.
معه تذهب إلى دواوين في الجهراء فتشعر بانك منهم، ودواوين في الرقة فتشعر بانك لست غريبا عنهم.
معه تشعر بالرقي في الطرح والمسؤولية في الخطاب، وأن الوحدة الوطنية ليست شعاراً يطرح، بل سلوكا يُمارَس.
لو كان رجل دين من غير طائفته تعرض لسوء معاملة من أي جهة حكومية لأقام الدنيا ولم يقعدها حتى يرفع الحرج الطائفي عن النواب من طائفة رجل الدين نفسه، بغض النظر عن شعبية هذا العمل ومدى تأثيره في وضعه الانتخابي.
هذا كان سلوك الراحل الكبير، فهل يحتذي به سياسيونا في هذه المرحلة كي يجسدوا المعنى الحقيقي للوحدة الوطنية؟!
«صراحة.. أشك!».
فهل وصلت الرسالة..؟! آمل ذلك.
قيس الأسطى
تعليقات