حالة الود الوردية بين السلطتان التشريعية والتنفيذية ستنتهي بالطلاق السياسي، برأي يوسف المباركي
زاوية الكتابكتب مارس 4, 2012, 7 م 655 مشاهدات 0
السعدون والمبارك وطوق النجاة
كتب يوسف مبارك المباركي :
اليوم السلطتان، التشريعية والتنفيذية، قاب قوسين او ادنى، إما للنجاة وإما للغرق. والحال كذلك لكتلة الاغلبية، فمن يظن ان الجو مريح لها سياسياً فهو مخطئ، فهي تحت المجهر وتحت الاضواء الكاشفة التي لن تستر العورات السياسية.
وحال الحكومة لا تقل حرجاً عن حال مجلس الامة، وحالة الود الوردية بينهما ستنتهي بطلاق سياسي قد يرجع المجلس الحكومة لعصمته ويراضيها وقد تتمنع عليه الحكومة فتدخل البلاد في دوامة جديدة من الصراع.
احمد السعدون رئيس مجلس الامة وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس الحكومة كلاهما طوقا نجاة الآخر، وما يواجهانه على المستوى السياسي يجعلنا نصف متفائلين ونصف متشائمين، ولن يغلب اي من النصفين الآخر الا في حال التعاون الجاد او التخاذل في معالجة مشاكل البلاد.
ايها الرئيسان سوف تشهد الايام المقبلة افتعال قضايا جانبية، اما طائفية وإما قبلية، وغيرها من القضايا الهامشية، وها قد بان دخانها في الافق.. كي يتم الهاؤكما عن الدور الحقيقي وعليكما تجاوزها بحنكة. كما اتوقع تحريك استجوابات غير مدروسة لشغلكما والساحة معا كي تتعطل الانجازات المنشودة، واظن انكما تعلمان اكثر من غيركما بأن القوى السياسية التي منيت بهزيمة نكراء في الانتخابات الماضية وجلست خارج المجلس تعمل الآن على ترتيب صفوفها من خلال بقايا نوابها بالمجلس وذلك بهدف تعطيل المجلس والعمل على حله، خصوصاً ان هذه المقولة اصبح المتبقي من نوابهم يرددونها في الدواوين ويتحدثون بها.. لذا وجب عليكما لزاماً تفويت الفرصة وسحب البساط منهم.
ونريد منكما ومن كتلة الاغلبية بأن تكون انجازاتكم تصريحاً وليس تصريحاتكم انجازاً، فالكويت واهلها ينظرون اليكم ببصيص من الامل فلا تخذلوهم كما خذلهم غيركم.
وان كان من نصيحة لرئيس مجلس الامة فهي الا ينسى مقاعد النواب وهو في سدة الرئاسة، فكثير من القضايا، على مدى الاثنتي عشرة سنة الماضية، كانت ادق تفاصيلها تنسج من مكتبه، ومن الضروري ان يدلي بدلوه في هذه القضايا، وان ينزل من المنصة ويترك نائبه يدير الجلسة، وان ينزل بين النواب ويعتلي كرسي النائب ويطرح ويوجه ويبين ما يعرفه حتى يستفيد النواب منه رئيسا ونائبا في الوقت ذاته.
وان كنت ناصحاً لسمو رئيس مجلس الوزراء فإني اقول لوجه الله بأن يبعد تجار السلطة عنه وان تكون بينه وبينهم مسافة المتوجس اليقظ، فهؤلاء ينظرون الى مصالحهم، ولو كان فيهم خير لافادوا بلدهم ونجحوا في تنفيذ مشاريع الدولة وليس التفنن في سرقتها والشواهد كثيرة.. لكن يا سمو الرئيس اجعلوا الشفافية نهجكم الجديد مهما مورس عليكم من ضغوط.
ولكما في النهاية ايها الرئيسان الخيار فإما فشل وخيبة سياسية يسجلان ضدكما في التاريخ، او انجاز يخلد اسميكما بعد الاحداث السياسية والمنعطف الخطير الذي مرت به البلاد أخيراً.
الكويت غصباً على جميع الآلام.. سترجع أحلى وطن من جديد.
تعليقات