وضحة المضف تقترح إنشاء هيئة للمصالحة الوطنية
زاوية الكتابكتب مارس 4, 2012, 12:30 ص 841 مشاهدات 0
الراى
وضحة أحمد جاسم المضف
الرسم بالكلمات / المصالحة الوطنية قبل الوحدة
إن ما يحدث على الساحة الداخلية للوطن من ممارسات تساوى فيها الجاهل بالعاقل في لعبة استعراض العضلات لادخال البلاد في أزمات مفتعلة يثير الريبة والخوف، فالتشنج الواضح في الخطاب السياسي والديني بين القوى والتيارات السياسية أحدث خرقا في نسيجنا الاجتماعي تاركا خلفه اخدودا غائرا في وحدتنا الوطنية وكأن ما يحدث مخطط له ومرسوم وفق منهجية مدروسة ومتعمدة لتقزيم معنى ومفهوم الانتماء الوطني، يراودني سؤال ملح، هل نحن في الكويت نحتاج للوحدة الوطنية أم للمصالحة الوطنية؟! أعلم وتعلمون أنه في السنوات الفائتة حصل انحراف خطير بمسار الكويت عن الجادة الوطنية بفعل أياد معروفة استهدفت وحدتنا الوطنية ظنا منها أن البطش قوة والتآمر سياسة، محاولين إقامة نظام عنصري أُسس على دعائم قوانين ونواميس تميز الناس على ركائز ومصنفات عقائدية وفئوية لقتل كل احساس بالوطنية فينا وسط صمتنا وتشمعنا منتظرين ما يجود به القدر علينا، وبرغم الإرهاب الفكري والبطش السياسي والاصطدام الأهلي والانقسام المجتمعي وغياب الحكمة والمحاولات البشعة لتجريد الوطن من وحدته وتسامحه ومن والألفة والسلام والحوار ظل مجتمعنا متماسكا، فالوطن بأساسه القوي الذي رسخه الآباء عرف كيف يعتصم بحبل الصبر والجَلَد الذي مده لهم الأجداد لتفويت الفرصة على من يتآمر عليه.
وها هو شعبنا الأبّي بقيادة ربان ماهر ينبري كل مرة واقفا بالـمرصاد محاربا المتربص حتى يدحره، إذاً وحدتنا الوطنية بخير وعافية وتبقى الغاية السامية والأساسية التي نتسابق إليها اليوم هي إيجاد فسحة للمصالحة الوطنية بين الفرقاء السياسيين التي تعتبر مدخلا للإصلاح الشامل لاعتقادي أن المصالحة هي السبيل الأمثل لترميم البيت ولتبـلـور تطلعات الشعب الكويتي وتـنير الدرب بعد أن تعثرنا وتعرضت مسيرتنا الوطنية لكبوات بسبب التراشق القبلي والطائفي والعقائدي والأخيرة هي المقصلة التي نزلت على رأس الوطن.
من الناحية العملية المصالحة الوطنية تحتاج دعوة كل أطراف الصراع المحلي والجلوس حول طاولة مستديرة لا تميّز أحدا، ننكر عليها عنصريتنا وكراهيتنا نحو بعضنا، دعوة للتشاور والتباحث العلني لطرح كل المشاكل التي يراها الشعب كالطيور الأبابيل التي أمطرت لحمتنا الوطنية بحجارة من الفرقة وشجت الرؤوس وتصادم القوم جراءها ونجمت عن هذه الفرقة مشاعر مريرة وتراكمت أحقاد كثيرة لا يمكن أن تزول إلا بالمصالحة، إذاً التشاور بهدف تأصيل أسس لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وإيجاد التدابير التي تمنع حدوث الصراعات وضمان عدم تكرارها لتمتين الوحدة الوطنية لإعادة الثقة بين مكونات المجتمع وتسعي لإزالة ما علق في النفوس من مرارات وتفقع كل الأورام وتزيل كل الأحقاد وتمحو كل الضغائن التي تراكمت ورست بسبب الصراعات السياسية المفتعلة وتقضي على كل الجيوب التي تغذي النزاعات وتؤجج الأزمات، فالأزمات التي سببها النزاع بين مكونات المجتمع يجعل حلها مسؤولية الجميع ومن وجهة نظري أن الطرف الأساس والمهم هي السلطة بالإضافة إلى إشراك الطبقة السياسية برمتها لتدارس الأمر لإدراك المعاناة التي تعرض لها كل أفراد المجتمع ومواجهة كل الحقائق المرة ومحاولة فهم أخطاء الماضي من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع فالوطن أشرف من أن يساوم عليه وسطاء إبليس وشركائهم.
ولكي تؤتي المصالحة الوطنية أكلها ولكي لا تصطدم بالتوازنات التي عادة تعيق أي مسيرة إصلاحية، نحتاج لقيادة حكيمة عادلة ذات بصيرة جانحة نحو العدل تؤمن بالقيمة الإنسانية وتؤمن بحق أن الناس متساوون بالحقوق والواجبات حسب نص المادة 29 من الدستور هذا أولا... ثانيا رغبة جميع الأطراف الاهتداء بالتراضي والاتفاق على التعايش السلمي والسعي الجاد لاختراق حواجز الفكر وتحطيم كل العوائق العقائدية والأيديولوجية التي تضعف التسامح ولا تقبل الآخر والتخلص من جميع أوراق الضغط السياسية خصوصا ما بُث ونُشر في بعض وسائل الإعلام الذي أسقط كل القيم وساهم في خلق الحقد والكراهية مقامرين بالوطن، والعمل نحو غد أفضل تتحقق فيه العدالة والمساواة والتأكيد على أن «الدين لله والوطن للجميع»، فعلى هذا المنوال وعلى أساس اجتماع القوم والشورى وحرية الرأي وتبادل الآراء بين أفراد المجتمع تتحقق المصالحة الوطنية من أجل وحدة الدولة التي إن تمت ستولد الكويت من جديد بمستقبل محترم.
* أتقدم للنواب بتبني اقتراح بقانون بشأن إنشاء هيئة للمصالحة الوطنية... فهل من مبادر؟!
* وزير الإسكان شعيب المويزري يتبع سياسية الباب المفتوح نتمنى أن تحذو حذوه بقية الوزراء.. شكراً بو ثامر.
تعليقات