انكم طائفيون معتقون، رغم تظاهركم بــ«الشوفينية» .. الدعيج مخاطبا دعاة 'الحركات الشبابية'

زاوية الكتاب

كتب 939 مشاهدات 0



القبس

حرية الرأي والتعبير أولاً
كتب عبداللطيف الدعيج :

•• يحظر المساس بالذات الإلهية أو القرآن الكريم أو الأنبياء أو الصحابة الأخيار أو زوجات النبي – صلى الله عليه وآله وسلم- أو آل البيت- عليهم السلام- بالتعريض أو الطعن أو السخرية أو التجريح بأي وسيلة من وسائل التعبير. المادة 19 - قانون المطبوعات ••

 

الذين اقتحموا مجلس الامة، والذين عبثوا باصول الحكم وقواعده في الفترة الاخيرة، وتجاوزوا على مبادئ القانون وتطفلوا على السلطة القضائية، الذين يطلقون على انفسهم «الحركات الشبابية»، ناشطون هذه الايام لاقرار حرية تشكيل الاحزاب بوصفها حسب الزعم «اساس الديموقراطية الحقيقية».
أساس الديموقراطية الحقيقية هي «الحرية»، حرية الرأي والتعبير. فالانسان من المفروض ان يكون حرا في ابداء رأيه وقادرا على التعبير عنه، والا ما الفائدة وما الهدف من منحه حق تشكيل حزبه او مجموعته او حتى ناديه، ان لم يكن الوضع، او بالاحرى من منحه، ضامنا حقه في التعبير عن اهداف حزبه ومبتغاه، وعن حقه الطبيعي والاساسي في التواجد؟! من دون حرية لا معنى على الاطلاق للعمل السياسي، بل لا وجود له. والحرية في الكويت حتى الان، هي حريتكم انتم، ايها المحافظون القدماء الجدد. تسمية انفسكم بالشباب، ربما تخدع البعض، من ربعنا مع الاسف، لكنها لن تغير في حقيقتكم شيئا. ستظلون محافظين معتقين، واعداء اشاوس للمبادئ الديموقراطية، لانكم ببساطة اعداء لحرية التعبير وابداء الرأي. ولكم مواقف مشهورة ومعروفة في الدفاع عما تسمون ثوابت وتمسكا اعمى بالموروث والتقليد. ولانكم اولا واخيرا خريجو رحم السلف، وتلامذة نجباء لاصحاب الردة والعودة للخلف.
انكم طائفيون معتقون، هذا رغم تظاهركم بــ «الشوفينية» التي هي ليست بأفضل حالا من الطائفية، ولكنكم ورثة الاثنين. فانتم تدعون الى تنظيمات هاجسها كما اشرتم «إطار الهوية العربية والإسلامية» اي ان تؤطروا خلق الله في العروبة والاسلام، مما يعني ان المواطنين الكويتيين ممن لا ينحدرون من اصول عربية او لا يؤمنون بالعروبة او لا يدينون بالاسلام محرومون من وصايتكم ومن المن والسلوى الذي تبشرون به. وهدفكم في النهاية هو «تعديل المادة الثانية من الدستور، بعد معالجة الكثير من القضايا المصيرية والتشريعية»، كما اعلن- ربما من دون ان ينتبه- احد مؤسسيكم، وهذا تناقض اساسي والمبادئ الديموقراطية، وتحدٍ رجعي للعدالة والمساواة. وطبعا انتم اعداء للحرية فلم لا تكونون اعداء ايضا للعدالة والمساواة؟
لا حرية ولا معنى للسماح بتشكيل الاحزاب ما لم يتم اطلاق حرية الرأي وتفعيل المادة 36 من الدستور الذي تدوس مجاميع التخلف التي خرجتم من رحمها على مجمل الباب الثاني والباب الثالث منه. لا حرية ولا فرصة حقيقية لتشكيل احزاب متنافسة في ظل قانون المطبوعات الجائر وغير الدستوري، وتحت سياط المادة 19 الحافظة لمعتقدات السلف ومنهجهم، وكل من خرج او سيخرج لنا مستقبلا من رحمهم.
•••
• عزيزي المتابع، للتدليل على خطورة اشهار الاحزاب في غياب «الحرية المطلقة»، هو هذه المقالة فلو نشرت بعد قيام الاحزاب وتوافر كيانات قانونية معترف بها للسلف والتلف والشباب انفسهم لتمت جرجرتنا الى نيابة الخمور بدعوى الشتم والقذف في احزاب السلف والتلف ومن خرج او سيخرج من رحمهم... او لما نشرت اصلا. هذا يجعل الهدف الاساسي والحقيقي لـ«الشباب» هو الحفاظ على الثوابت والمعتقدات وارهاب بقية خلق الله بالمادة 19 من القانون سيئ الذكر.

عبداللطيف الدعيج

تعليقات

اكتب تعليقك