معارضة الأمس انتقلت لمواقع الموالاة، برأى عبدالمحسن جمال
زاوية الكتابكتب مارس 3, 2012, 12:56 ص 724 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف
تداول السلطة بين المعارضة والموالاة
كتب عبدالمحسن يوسف جمال :
سيشهد هذا الفصل التشريعي تبدُّلا في الاصطفافات البرلمانية، وهو امر طبيعي في العمل السياسي، ولعلنا في الكويت بدأنا نتعود على تبدُّل المواقع من المعارضة الى الموالاة وبالعكس!
وهذا يعني اننا بدأنا نتعود على فهم اللعبة السياسية البرلمانية ونجيد أداءها.
ولعل اول تلك الاصطفافات هو تعرض وزير الداخلية لانتقادات بعض النواب بسبب الاجراءات التعسُّفية، التي يتعرض لها بعض علماء الدين اثناء سفرهم للخارج.
فما ان بدأ بعض النواب بالهجوم على وزير الداخلية حتى تصدى لهم بعض نواب المعارضة السابقة وأخذوا يدافعون عن الوزير (وهو جزء من الحكومة)، بل تمادى بعضهم فجعله خطا احمر لا تمكن مهاجمته!
ولا ادري اذا كان هؤلاء النواب يمثلون الاغلبية النيابية، وبالتالي فإن الدفاع عن الحكومة (ممثلة بوزير الداخلية) سيكون من الاولويات!
وهنا سنشاهد «تبدلا قويا» في المواقف، فالمعارضة التي هاجمت وزير الداخلية السابق ووجهت إليه ثلاثة استجوابات الى ان اضطرته الى الاستقالة، واتهمت النواب الآخرين بالموالاة، بل اعتبرهم البعض «انبطاحيين».. ها هي المعارضة نفسها اليوم تدافع عن الوزير الحالي وتعتبر اي استجواب له «غير ذي اهمية».
اذا استطاعت الحكومة كسب الاغلبية النيابية فإنها ستكون «حكومة قوية سياسيا»، لانها ستمارس عملها وسط اغلبية نيابية غير مسبوقة، وهنا علينا ان نتابع اداء نواب «الاقلية»، وهل سيتحولون الى «معارضة جديدة» تمكنهم من اداء الدور التكميلي للعملية السياسية؟
ما نتمناه ان تسير الجلسات بوتيرة سياسية عالية من دون اللجوء الى المشاحنات الجانبية او التوتر السياسي، وعندها سنشهد مجلسا قويا وفاعلا من كل الاطراف النيابية.
واذا احسنت الاقلية واستمرت الاكثرية من دون انقسام فانهم جميعا يمكنهم سَنّ الكثير من القوانين والمشاريع المهمة.
هذا ممكن من الناحية النظرية، لكن الواضح ان الاغلبية النيابية بدأت تصطدم بطموحات بعض الاعضاء، واهمها تعديل المادة الثانية من الدستور، وفي ذلك فشل واضح لبعض النواب الذين اعتبروها اولى اولوياتهم اثناء الانتخابات، فهل سيتخلون عنها اكراماً للاغلبية؟!
كما ان الاغلبية لن تلجأ الى الاستجوابات في الفترة الاولى، وستمنع اعضاءها من ممارسة تلك الاداة الدستورية، وهنا فإن الضوء سيسلط على النواب المتبنين لذلك، كيف سيكون اداؤهم، وما التبرير الذي سيقدمونه لناخبيهم؟ وهل سيكونون اولى ضحايا الاغلبية النيابية، خصوصاً اذا نجحت الاقلية في ممارسة دور المعارضة واستخدام الادوات الدستورية بالاسلوب نفسه، الذي كانت تستخدمه المعارضة في المجالس السابقة؟!
د. عبدالمحسن يوسف جمال
تعليقات