غضبنا من فيتو روسي وصيني، وصمتنا عن 62 فيتو مسحت كرامتنا..الطخيم متعجبا
زاوية الكتابكتب مارس 3, 2012, 12:55 ص 1216 مشاهدات 0
القبس
فيتو مقرف مقابل 62 فاتح شهية!
كتب عادل فهد الطخيم :
في مقابلة على القناة الفرنسية 2، قال أوليفييه روا، المستشرق والمفكر الفرنسي الحائز على 3 دكتوراه في العلوم السياسية، وأكبر المؤرخين المعاصرين للنزاعات في الشرق الأوسط: «أنا على وشك أن أشهد أول انتصار لزعيم عربي على زعماء القرار في العالم، وهو الرئيس الأسد..».
> لست هنا في مقام تقييم ما يجري على أرض الواقع، وانما ما يجري بشأن سوريا على أرض الواقع من حراك وعراك سياسي عربي وغربي غير مسبوق، واقع لم يعد العرب فيه يشبهون العرب، كرهوا أن يستمروا فيه كخير أمة أخرجت للناس، وآثروا البقاء كغثاء السيل. واقع زاد في ايماننا رسوخاً وتصديقاً بقول نبيّ هذه الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام «توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة الى قصعتها»، مع مفارقة محزنة، وهي أننا أصبحنا وبيدنا أداة ذلك التداعي. نحن نعي تماماً مدى استكانتنا الى حال مزرية، اخترناها وقبلناها بإرادتنا حتى سلبتنا تلك الارادة، ولكن أن نكون قد دجنا الى الحد الذي نساق فيه الى مذبحنا من دون أن نأتي بحركة رفض أو تمرد واحدة، كما تفعل الشاة حين تساق الى مذبحها، وترى السكين بيد جزارها، فلا شك في أن الخطب حينئذ عظيم والأمر جلل!
> نحن ندين كل أشكال القتل وازهاق الأرواح أياً كان مرتكبها، سواء كان النظام أو من يطلقون على أنفسهم معارضة، أو جيش سوريا الحر المدعوم غربياً وعربياً، وبزاوية منفرجة مالياً واعلامياً وسياسياً وتسليحياً. ولكننا نريد أن نفهم ومن حقنا أن نفهم: هل بالضرورة اذا ما أغشي على أبصارنا أن نفقد بصيرتنا، بمعنى أننا نعلم بكراهية أميركا والغرب لنا ورغبتهم في القضاء علينا لأسباب لا يجهلها إلا جاهل، ولكن هل من المروءة والشهامة أن نعينهم على أنفسنا؟
> نريد أن نفهم هل يجب أن نقتنع بسلامة نوايا أميركا والغرب على شعب سوريا، بينما لم تذرف لهم دمعة واحدة على ما ارتكبته اسرائيل من مذابح وجرائم في فلسطين وغزة ومصر ولبنان وآخرها ما يزيد على 80 ألف ليبي مزقتهم ودفنتهم طائرات الناتو بمشاركة عربية شهمة من دولة تسعى لتتزعم العرب؟
> نريد أن نفهم هل يجب أن نقتنع بغضب عربي مزعوم من فيتو روسي وصيني يتيم «مقرف ومشين»، كما وصفته كلينتون، وردده العرب خلفها ببلاهة، بينما أطبقوا أفواههم وأغمضوا عيونهم وصمّوا أسماعهم عن أكثر من 62 فيتو مسحت في كرامتهم؟
> نريد أن نفهم وبلغة الأوزان والمكاييل، هل اسقاط نظام الأسد أصبح حربنا المقدّسة، أم هي فلسطين والقدس التي أقسم بالله العظيم لو أن ربع همّة القادة العرب، والحشد التاريخي غير المسبوق الذي نراه اليوم، كان للقدس، لحرروها منذ عقود.
> نريد أن نفهم وبالمنطق الخشبي للقادة العرب، إن نظام علي عبدالله صالح اليمني كان دموياً ودكتاتورياً، ومع ذلك انتفضوا له وهيأوا له مقومات الدعم، وكفلوا له التخريجات الدولية، بل وعلاجه، ومن قبله الرئيس التونسي.. فكيف هذا؟.. واذا كان ذلك كله مقبولاً من غيرنا، فكيف نقبل في الكويت بتلك المعايير المقلوبة، وأين الوفاء لمن وقف معنا وأيدنا وساندنا في محنتنا أسوة بالرئيس حسني مبارك، بينما هرولنا لمساعدة من وقف ضدنا وناصر الغازي علينا ومده بالسلاح؟
نحن نتمنى الخير والأمان لاخواننا في سوريا، وهم الأقدر على تقدير مصلحتهم، وإن كنت أرى أن نظاماً حالياً مع اصلاحات جذرية لخير ألف مرة، مما تضمره لهم أميركا وأوروبا، وتلك الدولة التي تريد أن تتزعّم العرب لأجندات خارجية، لن تسلم منها، ولن يسكت شعبها عنها.. أفما آن لنا أن ندرك الأمور على حقيقتها، ومن أول مرة وعلى طريقة لقاح السل مرة واحدة تكفي؟.. والله المستعان.
عادل فهد الطخيم
تعليقات