أبناء الشيوخ وأبناء القبائل !
زاوية الكتابكتب مارس 2, 2012, 9:37 ص 9040 مشاهدات 0
يُحكى أن شيخا من الأسرة الحاكمة ضايق وتحرش ببنات إحدى القبائل مستقويا باسمه وكونه شيخ لم يستطع أبناء القبائل إيقافه أو رده وذات ليلة أتي إليهم ليلاً فما كان منهم إلا أن رموا عليه عباءة( بشت ) وضربوه وأثناء قيامهم بضربه كان هو يصيح ويقول أنا الشيخ فلان ابن فلان وهم يعلمون ولكن لذكائهم كانوا يردون عليه مستحيل أبناء الشيوخ لايفعلون ذلك وعندما ذكر إسمه قالوا له وتنتحل إسم الشيخ فلان فضربوه حتي لم يعد إليهم.
-------
لوحظ في السنوات الأخيرة انحراف في المسيرة الديموقراطية بالكويت فبعد أن كانت هذه التجربة رائدة في المنطقة إلا أن ضيق صدر بعض أبناء الأسرة الحاكمة جعلهم يتدخلون مباشرة بالمعترك النيابي وذلك بدعمهم لبعض مرشحي مجلس الأمة حتي شاع في الكويت أن العضو الفلاني محسوب على الشيخ الفلاني؟
ولكن خلال السنوات الثمان الأخيرة كان التدخل بكثافة وذلك من أجل أن يوصل كل شيخ من هو محسوب عليه وصاحب هذه الحملة دعم إعلامي غير منصف تماماً وكان يقف دائماً بجانب بعض الشيوخ وأحياناً كان يضربهم ببعض ويهاجم بعضهم حتي وصل الأمر أن قام بعض الشيوخ بالهجوم على قناة فضائية وتحطيمها بالكامل.
حتي جاء اليوم الذي لم يكن بالحسبان وهو يوم نجاح كتلة أو أغلبية برلمانية سُميت كلتة إلا الرئيس والتي كان لها أداء سيئ للغاية صاحبه فساد إداري عم الدولة كلها وفساد مالي فاحت ريحته وسميت عمليته بالإيداعات المليونية!
وتحول مجلس الأمة إلي حلبة مصارعة معلنة بين الشيوخ إضطر خلالها بعض الشيوخ إلي تقديم إستقالته من الحكومة والتي لأول مرة يستلم الوزير فيها ثلاث وزارات بسبب تحول الوزارة إلي محرقة !
ولم يكتفي بعض الشيوخ بتواطؤ مع بعض أهل الكويت المعروفين بحلبة المصارعة بل قاموا بتبني بعض الساقطين أخلاقياً و المشبوهين جنائياً وتقديمهم ليكونوا في الصفوف الأولى في البداية إعلامياً ثم تطور الأمر فأصبحوا يدعمونهم للوصول للبرلمان وتركز جل اهتمامهم وهجومهم على أعضاء مجلس الأمة والذي اطلق عليهم المعارضة وبسبب عجزهم عن هز صورتهم وإيقاف أعضاء المعارضة من التألق وبروز نجمهم على الساحة إتجه هجومهم على قواعد أعضاء المعارضة وهم القبائل لكي يضغطوا على أعضائهم.
كان الهجوم الغير معتاد والغير مؤلوف والمضايقة والتحرش على أبناء قبائل الكويت والذي استمر لسنوات حاول خلالها أبناء القبائل توصيل رسالة لمن يهمه الأمر أن كفو بعض الجهال عنا ولكن للأسف لم يجدوا آذان صاغية لهم والكل يشاهد ويعرف أن هؤلاء الجهال يعملون ويحتمون تحت غطاء حكومي واضح !
حتى جاء اليوم الذي ألقي فيه أبناء القبائل العباءة أو البشت على بعض الشيوخ وأهل الكويت وضربوهم ضرب حسي ومعنوي أما الحسي فتمثل في قيام الكويتيين والبدو خصوصاً بتظاهرة ضخمة لم تشهدها البلاد في تاريخها ، وأما المعنوي فتمثل من خلال أخذ الحق باليد من خلال هجوم على قناة وحرق مقر بل وكاد أن يتطور ولكن لطف الله وقدره هو الذي أوقف الأمور لهذا الحد وعندها صاح بعضهم وعلا صوته أنا فلان ونحن كلنا أخوان ولكن بعد فوات الآوان حيث كان الرد أن فلان الفلاني لا يمكن أن يصدر منه تصرفات هكذا.
يقول د/ علي الوردي...
إن المجتمعات التي تؤمن بتقاليد الآباء إيمانا قاطعا فلا تتحول عنها، تبقى في ركود وهدوء، ولاتستطيع أن تخطو إلى الأمام إلا قليلاً.
وهذا الذي آمن به بعض شيوخ الكويت ورجالها هذه الأيام فهم يعتقدون أن الكويت مازالت في الأربعينات والخمسينات وأن زمن الفدواية والبطش والتفرقة مازال موجود وأن الأولوية بالكويت هي فقط للشيوخ ومن يتبعهم وأولاد الكويت الخُلص( عيال بطنها ) وأن الكويت حكراً عليهم وعلى أولادهم!!
ولكن كان لتويتر والشبكة العنكبوتية وغيرها رؤيا أخرى وكلام آخر وهذا الذي غير المخطط والتكتيك المعد والمدبر.
فهل وصلت الرسالة !!
تعليقات