مأزق الإخوان في مجلس 2012م هو مسايرتهم للسلف وكتلة العمل الشعبي، برأى خالد طعمة

زاوية الكتاب

كتب 710 مشاهدات 0



الراى

خالد طعمة / الكلام المقتضب / «إخوان» الكويت ومأزق أحمد الخطيب


شدني مقال د. أحمد الخطيب الذي حمل عنوان «مأزق الاخوان المسلمين في الكويت» في الزميلة «القبس» والمنشور بتاريخ 2012/2/22 العدد :13912، ولا أخفي إعجابي بأسلوب الخطيب واختلافي مع فكره، وفي الحقيقة لدي عدة محاور استشففت أهمية إيضاحها من المقال، وهي أن حركة الاخوان لم تكن مهتمة بالحراك الاصلاحي وفي صنع القرار. وهنا لا بد أن نبين أن هذه الحركة كان كل اهتمامها هو بسط النفوذ ونشر رسالتها في الكويت ابتداء من جمعية الارشاد التي شكلت بعد «لقاء الحج» الذي تم في خمسينات القرن الماضي ولكن الكل يعرف ما عرقل الجمعية من قرار مسّ مؤسسات عدة لاعتبارات حكيمة من القيادة لكون المد القومي يهدد ديمومة واستقرار كياننا في تلك الفترة، لذلك فإن هذه الجمعية منشأها أساسه هو الاصلاح الاجتماعي، والذي تم بالفعل تسمية جمعيتهم باسمه في فترة لاحقة.
لفد تفهمت ما يود الخطيب إيضاحه وتبيانه بأن منظور الاصلاح في نظر هذه الجماعة هو فعلا ً مختلف عن منظور الاصلاح في عين الليبرالية والسلفية وغيرهما من التجمعات، ولذلك فإن لدي رغبة أن أوضح، بأن هذه الحركة الاخوانية نظرتها إلى الاصلاح كانت مختلفة ولا تزال، فحتى تكون عاملاً فيها لا بد وأن تنشأ معهم وتستمر أو أن تكون ذا ثقل وفائدة لأهدافهم، اما غير ذلك فلا يمكن أن تكون منهم، ولذلك فإن مفهوم الانسجام الذي قصده الخطيب بين الاخوان والسلطة غير موجود لكون السلطة تملك ما لا يملكه الاخوان. إن الأقرب إلى السلطة هم طبقة التجار والذين إن لاحظ الخطيب لوجد من بعض صفوف هذه الطبقة من اتجه إلى معسكر الاخوان بإغراء منهم لابن الطبقة والدليل هو أسماء أعضاء الاتحاد من فترة ما بعد الغزو الغاشم وحتى اليوم، فكر الاخوان في الكويت لا يختلف عن فكر الاخوان في مصر أو الاردن بل هو متشابه ومنسق ومنظم ولا يمكن احتواؤه من أحد أو اختزاله، بل هم من يملكون تطويع أنفسهم والتعايش مع من يرونه محققا لنهجهم.
ما اختلف به مع الخطيب هو أن المأزق الذي سيكون سيد الموقف أمام الاخوان في مجلس 2012م هو مسايرتهم للسلف وكتلة العمل الشعبي، هذا هو المأزق نعم الاخوان بسطوا نفوذهم على وزارات التربية والأوقاف وبيت الزكاة وبيت التمويل وأخيرا النفط،ولكن السلطة أقوى من مخططاتهم والدليل هو تقلد السلف لعدد من الحقائب الوزارية في السنوات العشر الماضية، وهذا إن دل فإنه يدل ويثبت أن الاخوان خسروا مقاعد كانت متاحة لهم في تلك الوزارات، ولعل هذا هو أحد عوامل النزول إلى الشارع والتخطيط له منذ أن قلّت مقاعدهم في مجلس 2009م، لقد لاحظ الاخوان أن مكانتهم ضعفت ومقاعدهم قلّت فخططوا وتمكنوا من إنجاح خطتهم حتى على مستوى ( الربيع العربي) خارجياً، ولكن على مستوانا المحلي فإن الصراع الذي سيواجهه الاخوان هو الصراع مع الكتل والأقطاب التي لا يملكون السيطرة على قراراتها. هذا هو المأزق الأول أما الثاني فهو ثقة الشارع بهم لكون الوضع في الكويت مختلفاً عن بقية الدول العربية لذلك فإن سقوط الليبراليين في انتخابات 2012 ليست إلا خطة خطها الاخوان في الكويت لاستعادة مقاعدهم، وسيتحمل هذا الغياب الاخوان فقط لسبب يعزو إلى عشق الفريقين لبعضهما البعض، فالاخوان يحبذون وجود الليبراليين في الساحة حتى يبرزوا شخصيتهم ويدخلون معهم في مناظرات عديدة ولكن تراجع مقاعدهم هو ما جعلهم يضحون في هذا الأمر، لذلك فإن عودة التحالف الوطني سيكون للاخوان دور فيه في المرحلة المقبلة حتى لا يدخل الاخوان في المأزق الحالي.

تعليقات

اكتب تعليقك